قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
عاجل
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

الأنبا توما يترأس صلوات اليوم الثالث من رياضة صوم العذراء مريم بسوهاج

الأنبا توما حبيب
الأنبا توما حبيب

ترأس نيافة الأنبا توما حبيب، مطران إيبارشية سوهاج للأقباط الكاثوليك، صلوات اليوم الثالث من رياضة صوم السيدة العذراء، بكنيسة الشهيد العظيم مار جرجس، بسوهاج.

صوم العذراء مريم 

شارك في الصلوات القمص بشرى لبيب، راعي الكنيسة، حيث بدأ اليوم بتلاوة أسرار المسبحة الوردية، والترانيم الروحية، ثم ألقى صاحب النيافة تأملًا روحيًا للحاضرين بعنوان "ثُمَّ ظَهَرَت آيَةٌ عَظيمَةٌ في السَّماء".

وقال الأب المطران في تأمله: أيها الأحباء، سفر الرؤيا يكشف لنا عن أسرار سماوية، وفي قلب هذه الرؤى يظهر إعلان مدهش "وَظَهَرَتْ آيَةٌ عَظِيمَةٌ فِي السَّمَاءِ: امْرَأَةٌ مُتَسَرْبِلَةٌ بِالشَّمْسِ، وَالْقَمَرُ تَحْتَ رِجْلَيْهَا، وَعَلَى رَأْسِهَا إِكْلِيلٌ مِنِ اثْنَيْ عَشَرَ كَوْكَبًا،" (رؤ 12: 1). هذه المرأة، التي رآها يوحنا، تمثل الكنيسة، لكنها في أعمق معانيها شخص العذراء مريم: أم المسيح، أم الكنيسة، وأم كل واحد فينا.

وأضاف راعي الإيبارشيّة: مريم: آية عظيمة: "آية" تعني علامة، أي أن مريم ليست غاية في ذاتها، بل علامة تقودنا إلى المسيح. كما رفع موسى الحية النحاسية في البرية فصارت علامة للشفاء، هكذا رفع الله مريم ممجدة لتكون علامة للرجاء والخلاص.

يقول أحد القديسين: "مريم هي مرآة الكنيسة، وما حدث فيها سيحدث في كل واحد فينا." - متسربله بالشمس: الشمس في الكتاب المقدس ترمز إلى المسيح: "لكم أيها المتقون اسمي تشرق شمس البر" (ملا ٤: ٢).

وأكد نيافة الأنبا توما أن مريم متسربله بالشمس أي أن حياتها كلها مستترة في المسيح. نور المسيح هو كساؤها وزينتها. عندما نتحد بالمسيح في الأسرار المقدسة، نحن أيضًا نتسربل بالنور. في المعمودية نقول: "لأَنَّ كُلَّكُمُ الَّذِينَ اعْتَمَدْتُمْ بِالْمَسِيحِ قَدْ لَبِسْتُمُ الْمَسِيحَ" (غل 3: 27).

القمر تحت قدميها: القمر يعكس نور الشمس لكنه يتغير بحسب أطواره. إنه رمز لهذا العالم المتقلب، أو رمز للناموس القديم الذي كان ظلاً لما سيأتي. تحت قدميها: أي أن مريم تخطت تقلبات الزمن والناموس، وارتفعت بالنعمة إلى كمال الخلاص. نحن أيضًا مدعوون ألا نعيش أسرى للظروف المتقلبة، أو مشاعر متغيرة، بل أن نضع "قمر هذا العالم" تحت أقدامنا بثبات في المسيح.

واستكمل مطران الإيبارشيّة: وأخيرًا: إكليل من اثنى عشر كوكبًا. الاثنا عشر كوكبًا يرمزون لأسباط إسرائيل ورسل المسيح، أي أن مريم متوَّجة كأم لشعب العهدين. هي أم الكنيسة الجامعة، التي تضم القديم والجديد.

والإكليل علامة النصرة، فهي أول من نالت نصرة كاملة في السماء بعد المسيح. وفي طقوسنا نردد هذا الفكر: في التسبيحة نقول: "السلام لكِ أيتها الملكة الحقيقية، السلام لفخر جنسنا".

والكنيسة في صلواتها تنظر إلى مريم كرمز لها: فهي "العذراء العروس" و"المدينة السماوية"، وأيضا في القداس الإلهي نقول: "السلام لمريم الملكة الحقانية، الحقانية أم النور".

في التسبيحة نصفها بأنها "القبة الثانية" التي حل فيها الله، أي خيمة الاجتماع الجديدة. إذًا، مريم ليست فقط صورة فردية، بل هي "أيقونة الكنيسة" التي تعيش المجد السماوي مسبقًا.

واختتم الأب المطران عظته الروحية قائلًا: أيها الأحباء، مريم ليست مجرد شخصية تاريخية، بل هي أم الكنيسة، أم لكل واحد منا. عند الصليب وُلِدت هذه الأمومة، ومنذ ذلك اليوم الكنيسة لم تعد يتيمة. فلنلتجئ إليها دائمًا، نثق في شفاعتها، ونعيش في حضنها، حتى تقودنا بيدها الأمينة إلى ابنها يسوع، رأس الكنيسة، وحياة العالم.