كشف موقع «سيكولوجي توداي» المتخصص في الصحة النفسية والعقلية عن خمس عادات يومية شائعة يمكن أن تُضعف العقل وتقلل من مستوى الذكاء لدى الإنسان، موضحًا أن الإنسان كثيرًا ما يكون العدو الأول لعقله دون أن يدرك ذلك.
وأكد التقرير أن الخيارات العملية التي نمارسها يوميًا هي ما يصقل التفكير أو يضعفه، وبالتالي فإن النتيجة النهائية تكمن في أيدينا نحن.
وأوضح الموقع أن التخريب الذاتي ليس أمرًا جديدًا، وأن بداية الطريق نحو عادات أكثر ذكاءً تكمن في تحديد السلوكيات التي تعيقنا، مشيرًا إلى أن الوعي الذاتي يمثل أفضل وسيلة لعلاج هذه المشكلة، ووفقًا للخبراء، هناك مجموعة من الأخطاء العقلية التي تمنعنا من أن نصبح أفضل نسخة من أنفسنا.
1- إهمال تدريب الدماغ مثل العضلات
أولى هذه العادات هي التعامل مع الدماغ كما لو كان شيئًا جامدًا غير قابل للتطوير، والاعتقاد بأن القدرات الذهنية قدرات ثابتة وفطرية.
بينما الصحيح أن الذكاء يمكن تطويره مثلما تُنمّى العضلات من خلال التدريب والجهد.
وضرب «سيكولوجي توداي» مثالًا بتجربة على طلاب إعدادي اعتقدوا أن الذكاء ينمو بالتدريب، حيث تحسنت درجاتهم في الرياضيات على مدار العام بشكل مطرد، في حين أن زملاءهم الذين تمسكوا بفكرة ثبات القدرات لم يحققوا أي تقدم يُذكر.
الفارق الوحيد كان في كيفية إيمان كل مجموعة بقدرتها على تطوير نفسها.
2- قلة النوم تؤثر على القرارات والذاكرة
العامل الثاني يتمثل في عدم منح الدماغ قسطًا كافيًا من النوم، وأظهرت دراسات عدة أن النوم ليس مجرد راحة، بل هو وقت لإصلاح الدماغ وإعادة برمجة ما تعلمه خلال اليوم.
إهمال النوم يؤدي إلى ضعف ملحوظ في الأداء، ويؤثر على الوظائف التنفيذية والقدرة على اتخاذ القرارات.
ووجدت الأبحاث أن الحرمان من النوم لمدة 24 ساعة يزيد من زمن الاستجابة ويضعف التركيز والذاكرة والمزاج، وهو ما يؤكد أن النوم الجيد عنصر أساسي للحفاظ على كفاءة الدماغ.
3- غياب التنظيم يضعف الأداء العقلي
العامل الثالث الذي يعيق تطور الدماغ هو الفوضى وعدم التنظيم، فالدماغ يحتاج إلى أهداف محددة وخطط واضحة ومواعيد نهائية حتى يعمل بكامل طاقته.
ووفقًا لدراسة أجريت عام 2021، فإن الطلاب الذين يميلون إلى التسويف أظهروا ضعفًا في الأداء التنفيذي مقارنة بغيرهم.
وتشير النتائج إلى أن حتى العقول اللامعة لا تستطيع العمل بكفاءة عالية من دون إطار منظم يوجّه التفكير والإبداع.
4- الصحبة السيئة تضعف المزاج والعقل
أما العامل الرابع فيكمن في البيئة المحيطة والعلاقات الاجتماعية، إذ أن وضع الدماغ في محيط مليء بالقيل والقال، والتشتتات المستمرة، والغضب، يترك أثرًا سلبيًا على القدرات الذهنية. يشبه الأمر اتباع حمية غذائية مع ترك الحلوى أمامك، فالمقاومة قد تنجح لبعض الوقت لكنها ستنهار في النهاية.
وقد بينت إحدى الدراسات أن مزاج المراهقين يصبح أكثر تشابهًا مع أقرانهم بمرور الوقت، خاصة فيما يتعلق بالمزاج السلبي الذي يُعد الأكثر عدوى.
وهذا يؤكد أن الصحبة والبيئة الاجتماعية تلعب دورًا جوهريًا في صحة الدماغ.
5- شرب الكحول يدمّر القدرات الإدراكية
العامل الخامس والأوضح هو شرب الكحول، حيث يمثل أحد أخطر أشكال التخريب الذاتي للعقل، إذ إن الكحول يؤثر سلبًا على القدرات الإدراكية على المدى الطويل.
وكشفت دراسات حديثة أن تناول المشروبات الكحولية يرتبط بزيادة احتمالية الإصابة بأمراض الدماغ مثل الزهايمر وتصلب الشرايين الزجاجي.
وهو ما يجعل الابتعاد عن الكحول خطوة أساسية للحفاظ على صحة الدماغ على المدى البعيد.