أفادت وكالة الأنباء الروسية "سبوتنيك" أن طائرة تقل 146 عسكرياً روسياً عائدين من الأراضي الخاضعة لسيطرة القوات الأوكرانية، هبطت الأحد في مطار قرب العاصمة موسكو.
وأوضحت الوكالة أن العسكريين أُعيدوا في البداية إلى بيلاروسيا، حيث تلقوا الرعاية الطبية والنفسية الأولية، قبل نقلهم إلى روسيا لمتابعة العلاج وإعادة التأهيل في المؤسسات الطبية التابعة لوزارة الدفاع.
وأشارت وزارة الدفاع الروسية، في بيان رسمي، إلى أن عملية الاستعادة جرت في إطار صفقة تبادل للأسرى، تم بموجبها إطلاق سراح 146 عسكرياً روسياً مقابل عدد مماثل من أسرى القوات المسلحة الأوكرانية.
وأكد البيان أن دولة الإمارات العربية المتحدة لعبت دور الوسيط وساهمت بجهود إنسانية لضمان إنجاز عملية التبادل بسلاسة.
وأضافت الوزارة أنه، إلى جانب العسكريين، تمت إعادة 8 مواطنين روس من سكان مقاطعة كورسك، كانوا محتجزين "بشكل غير قانوني" لدى السلطات الأوكرانية، مؤكدة أنه سيتم إعادتهم إلى ديارهم بعد استكمال الفحوص الطبية اللازمة.
وتأتي هذه العملية في سياق سلسلة من تبادلات الأسرى المتقطعة بين موسكو وكييف منذ اندلاع الحرب في فبراير 2022، حيث تلعب عدة أطراف دولية أدوار الوساطة، أبرزها تركيا والإمارات والسعودية.
وتعد مثل هذه التبادلات واحدة من النوافذ القليلة للتفاهم بين الطرفين، في ظل انسداد آفاق التسوية السياسية وتصاعد المعارك على جبهات القتال.
ويرى محللون أن نجاح هذه الصفقات لا يقتصر على بعدها الإنساني، بل يعكس أيضاً حسابات سياسية وعسكرية متبادلة، إذ تسعى كل من روسيا وأوكرانيا إلى رفع معنويات قواتها عبر استعادة جنودها، فضلاً عن استخدام هذه العمليات كأوراق ضغط في المفاوضات غير المباشرة.
كما أن الدور البارز الذي تؤديه دول مثل الإمارات يعكس حرص بعض القوى الإقليمية على لعب دور متوازن بين موسكو وكييف، بما يعزز مكانتها على الساحة الدولية.