وسط زحام الشوارع وتحت ظلال الكباري والجسور، نشاهد ظاهرة مأساوية ، تتمثل في عصابات منظمة تستغل الأطفال والنساء في شبكات تسول ممنهجة، تحولت إلى تجارة مربحة تدار في العلن ، هؤلاء الأطفال، بدلاً من أن يكونوا في المدارس أو تحت حماية أسرهم، يزج بهم في الشوارع تحت التهديد والعنف، ليصبحوا أدوات لجني الأموال في لعبة قذرة لا تعرف الرحمة.
ومع انتشار الظاهرة، تحركت الأجهزة الأمنية بسرعة، وشنت حملات مكثفة للقضاء على هذه البؤر الإجرامية، لاستعادة الأمن والكرامة لضحايا هذه العصابات.
ظاهرة مخيفة .. وتحرك أمنى
من جانبه علق اللواء خالد الشاذلى مساعد وزير الداخلية الأسبق على الظاهرة ، قائلا إنها من أخطر الظواهر والتحديات التى تعكف الأجهزة الأمنية بوزارة الداخلية للقضاء عليها ، فمثل ما أطلق عليه "الثقب الأسود" يمثل خطرا حقيقيا على المجتمع، فهناك ثقوب سوداء أخرى ، ولكن الوعى الأمنى بالمرصاد لكل تلك البؤر الخطرة.
وأضاف مساعد وزير الداخلية الأسبق فى تصريحات لـ" صدى البلد"، أن انتشار ظاهرة التسول وإستغلال الأطفال بشكل عام هى ظاهرة مجتمعية فى المقام الأول. وعن المتهمين فى قضية المعروفة بـ"الثقب الأسود" قال الشاذلى إنه يتمنى أن تحال القضية لمحكمة الجنايات وتوجه للمتهيم تهم الإتجار بالبشر وإستغلال أطفال تحت السن والتى تصل عقوبتها للسجن 10 سنوات .
وأكد أن الجناة لجأوا إلى استغلال تلك الأطفال لتحقيق أرباح سريعة من خلال اعمال التسول، ما يعكس الواقع الأليم الذي يعيشه بعض الأطفال في الشوارع، في ظل غياب دور المجتمعى.
تحرك أمنى للقضاء على الخطر
وأشاد اللواء خالد الشاذلى بالتحرك السريع من قبل الأجهزة الأمنية بوزارة الداخلية للقضاء على تلك الظاهرة ومداهمة أوكار تلك العصابات وضبط المتهمين فيها.
وأكد مساعد وزير الداخلية الأسبق، أن الدور الذى تقوم به وزارة الداخلية فى الفترة الأخيرة من خلال رصد كل ماينشر من ظراهر سلبية على مواقع التواصل الأجتماعى والتحقق منه وضبطه يعتبر إنجار كبير للجهاز الأمنى ، فالتواصل بين المواطن وجهاز الشرطة أصبح أسهل مايكون .
ووجه الشاذلى رسالة للمواطنين ناشدهم من خلالها بعدم السكوت عن أى مظاهر سلبيه والإبلاغ الفورى عن أى شئ مخالف للقانون ، مضيفا أن وزارة الداخلية والمفهوم الأمنى الحديث الذى تعمل من خلاله الوزارة تهتم بكل ماينشر على مواقع التواصل الاجتماعى ، فعلى المواطن أن يصبح شريك فى تطهير المجتمع والقضاء على الجريمة .