أكد المندوب الروسي الدائم لدى المنظمات الدولية في فيينا، ميخائيل أوليانوف، أن مطلب إيران بالحصول على ضمانات أمنية تحول دون تكرار الهجمات على منشآتها النووية يعد مطلباً مشروعاً ومبرراً في ظل التطورات الراهنة.
وقال أوليانوف، في كلمة ألقاها أمام مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية ونشرها عبر قناته على تطبيق "تلجرام"، وفق ما نقلته وكالة الأنباء الصينية شينخوا: "ينبغي توجيه الجهود حالياً نحو مسار بنّاء، حيث يطالب الجانب الإيراني بضمانات تمنع استهداف منشآته النووية من قبل إسرائيل أو الولايات المتحدة، ونحن نعتبر هذا المطلب في غاية المنطقية".
وأوضح المسؤول الروسي أن الدول الأعضاء في الوكالة، ولا سيما الحليفة لواشنطن وتل أبيب، قادرة على لعب دور إيجابي في هذا الاتجاه عبر السعي لتأمين تلك الضمانات، بدلاً من ممارسة ضغوط إضافية على إيران أو الانحياز لسياسات وصفها بـ"العدوانية".
كما دعت موسكو أعضاء الوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى الكف عن أي خطوات من شأنها إعاقة تنفيذ التفاهمات المبرمة بين المدير العام للوكالة، رافائيل جروسي، وطهران، مشددة على أن أي تدخل خارجي في هذه العملية يعكس "نهجاً غير بنّاء ومتحيزاً".
وفي السياق ذاته، أعلن جروسي، أن الوكالة وإيران توصلا إلى اتفاق بشأن استئناف أنشطة التفتيش داخل المنشآت النووية الإيرانية، في خطوة وُصفت بأنها مؤشر على وجود أرضية للتفاهم رغم التوترات المستمرة.
وتكشف تصريحات أوليانوف عن رغبة روسية واضحة في وضع الملف النووي الإيراني ضمن مسار دبلوماسي يحميه من التصعيد العسكري، بما يعزز فرص الاستقرار في المنطقة.
كما أن الموقف الروسي يضع ضغوطاً مضادة على الدول الغربية لاتباع سياسة أقل صدامية وأكثر ميلاً للحوار مع طهران.
وتشير هذه التطورات إلى أن الأشهر المقبلة قد تشهد اختباراً جديداً لقدرة الأطراف الدولية على تحقيق توازن بين متطلبات الأمن الإقليمي وضرورة التقدم في مسار المفاوضات النووية، خاصة مع استمرار الضغوط الإسرائيلية والأمريكية من جهة، وسعي إيران لحماية برامجها النووية من جهة أخرى.