رحبت وزارة الخارجية السودانية، الجمعة، بأي جهد إقليمي أو دولي من شأنه المساهمة في إنهاء الحرب المستعرة في البلاد منذ أكثر من عام، مشيرة في الوقت نفسه إلى تمسك الخرطوم الكامل بسيادتها وشرعية مؤسساتها القومية.
وجاء هذا الموقف السوداني ردا على البيان الرباعي المصري – الإماراتي – السعودي – الأمريكي، الذي دعا إلى هدنة إنسانية لمدة 3 أشهر في السودان، تمهيدا لوقف دائم لإطلاق النار، وتوفير المساعدات الإنسانية، وإنهاء التدخلات العسكرية الخارجية.
وقالت الخارجية السودانية في بيان رسمي: "لا نقبل أي تدخلات دولية أو إقليمية لا تحترم سيادة الدولة السودانية ومؤسساتها الشرعية"، مؤكدة أن انخراط الحكومة في أي مسار تفاوضي أو وساطة مشروط بـ"احترام سيادتها وشرعية مؤسساتها القومية مبدأً وواقعاً".
وساطة دولية وتضييق عسكري
البيان الرباعي الصادر اليوم شدد على أهمية وقف الدعم العسكري الخارجي للأطراف المتحاربة، باعتباره خطوة حاسمة نحو إنهاء النزاع. كما دعا إلى عملية انتقالية شاملة وشفافة تفضي إلى استقرار سياسي دائم، مجددًا التأكيد على أن الحوار وليس السلاح هو السبيل الوحيد لحل الأزمة السودانية.
وتعهدت الدول الأربع – مصر، الإمارات، السعودية، والولايات المتحدة – ببذل كافة الجهود لإنهاء الصراع، وتهيئة الأجواء لعودة الحياة المدنية في السودان، الذي بات يعيش واحدة من أسوأ الكوارث الإنسانية في العالم.
مأساة إنسانية تتفاقم
منذ اندلاع الحرب في أبريل 2023 بين الجيش السوداني ومليشيا الدعم السريع، انزلقت البلاد إلى دوامة عنف قسمت السودان إلى مناطق نفوذ متصارعة، وسط انهيار شبه كامل للبنية التحتية.
وبحسب تقارير دولية، تسبب النزاع في مقتل عشرات الآلاف وتشريد أكثر من 13 مليون شخص داخل وخارج البلاد، إلى جانب كارثة إنسانية تتجلى في تفشي الجوع والمجاعة، خاصة في ولايات غرب السودان، حيث يعاني السكان من انعدام الغذاء والخدمات الصحية، وانتشار الأوبئة مثل الكوليرا.