تنعقد قمة الدوحة العربية الإسلامية في أجواء مشحونة وتطورات إقليمية بالغة التعقيد، بعدما أعاد الهجوم الإسرائيلي على قطر تسليط الضوء على غياب آليات ردع جماعي فعالة لدى الدول العربية والإسلامية، وعلى الحاجة الملحة لإحياء فكرة القوة الدفاعية المشتركة.
الزغبي: الخلافات السياسية والعلاقات مع إسرائيل تعيق ولادة قوة دفاع مشتركة فعلية
أكد استاذ السياسة سعيد الزغبي، أن قمة الدوحة العربية الإسلامية تنعقد في ظرف إقليمي شديد التعقيد، وهو ما يفتح الباب واسعًا أمام طرح ملف “القوة العسكرية الدفاعية المشتركة”، رغم أن معاهدة الدفاع العربي المشترك الموقعة عام 1950 نصت على وجودها منذ عقود، لكنها بقيت حبرًا على ورق ولم تجد طريقها للتنفيذ العملي.
وقال الزغبي في تصريحات خاصة لموقع صدى البلد ، إن منظمة التعاون الإسلامي تتحدث منذ سنوات عن التعاون الأمني، لكن حتى الآن لا توجد قوة عسكرية فعلية على الأرض يمكنها القيام بمهام الردع أو الحماية الجماعية.
وأضاف: “من المتوقع أن تناقش القمة عدة سيناريوهات، أبرزها تعزيز الأمن الجماعي للدول العربية والإسلامية، وإصدار بيان رمزي يعتبر أن الهجوم على قطر يمثل اعتداءً على جميع الدول الأعضاء، فضلًا عن إمكانية تشكيل لجنة وزارية عسكرية وأمنية لبحث آليات الردع مستقبلًا”.
واستبعد الزغبي أن تشهد القمة ولادة فعلية لقوة دفاع مشتركة بقرارات تنفيذية، مرجعًا ذلك إلى وجود خلافات سياسية بين بعض الدول، لاسيما تلك التي تربطها علاقات مع إسرائيل، إضافة إلى الحاجة لتوافق استراتيجي طويل الأمد وتمويل وتسليح ضخم لا يمكن إنجازه في إطار قمة طارئة.
وتابع الخبير الاستراتيجي: “السيناريو الأكثر واقعية يتمثل في إعادة إحياء فكرة القوة العربية المشتركة التي طُرحت لأول مرة في قمة شرم الشيخ 2015 ولم ترَ النور حتى الآن، إلى جانب إمكانية إنشاء غرفة عمليات مشتركة للتنسيق الأمني والاستخباراتي وحماية الأجواء والسيادة”.
كما رجح أن تخرج القمة برسائل ردع سياسية واضحة، أبرزها أن أي اعتداء جديد على دولة عربية أو إسلامية سيُعد تصعيدًا خطيرًا قد يواجه بإجراءات جماعية.
وختم الزغبي بالقول إن المخرجات المرجحة للقمة ستكون في صورة بيان قوي، ولجنة متابعة، مع التلويح بفكرة الدفاع المشترك كرسالة ردع لإسرائيل والمجتمع الدولي، دون الوصول إلى تأسيس جيش مشترك بين ليلة وضحاها