أكد الشيخ أحمد بسيوني، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، أن مقام الشكر من أعظم المقامات التي يسير فيها العبد إلى الله سبحانه وتعالى، موضحًا أن الشكر في اللغة معناه الإظهار، أي إظهار أثر نعمة الله تعالى على الإنسان في أقواله وأفعاله وأحواله.
وخلال تصريحات تلفزيوينة، أكد أن الشكر له ثلاث صور متكاملة؛ فهو على اللسان اعتراف وثناء، وعلى القلب محبة وشهود، وعلى الجوارح انقياد وطاعة.
وأوضح أن الاقتصار على قول "الحمد لله" باللسان لا يكفي لتحقيق الشكر الكامل، وإنما يتحقق الشكر الحقيقي حين يستخدم الإنسان النعم فيما خُلقت لأجله.
وضرب مثالًا بأن شكر المال يكون بإنفاقه في سبيل الله ومساعدة الفقراء والمحتاجين، أما شكر الصحة فيكون من خلال توظيفها في الطاعات وخدمة الناس. وحذّر من استعمال النعم في المعاصي، لأن ذلك يعد جحودًا بنعمة الله، مستشهدًا بقوله تعالى: "ولئن كفرتم إن عذابي لشديد".
وأشار أمين الفتوى إلى أن الله سبحانه وتعالى أمر نبيه صلى الله عليه وسلم بالشكر في قوله: "بل الله فاعبد وكن من الشاكرين"، كما مدح الله أنبياءه بهذه الصفة العظيمة، حيث قال عن نوح عليه السلام: "إنه كان عبدًا شكورًا"، وقال عن إبراهيم عليه السلام: "شاكرا لأنعمه اجتباه وهداه إلى صراط مستقيم".
وأضاف أن الشكر سبب رئيسي لاستمرار النعم وزيادتها، مستشهدًا بالآية الكريمة: "لئن شكرتم لأزيدنكم".
وأوضح أن من عظم قدر الشكر أن الله سبحانه وتعالى جعله شرطًا مع الحكمة التي منحها لسيدنا لقمان، فقال: "ولقد آتينا لقمان الحكمة أن اشكر لله ومن يشكر فإنما يشكر لنفسه".
وختم الشيخ أحمد بسيوني حديثه بدعوة المسلمين إلى أن يعيشوا مقام الشكر بصورة عملية لا لفظية فقط، وأن يربّوا أنفسهم على توجيه كل نعمة أنعم الله بها عليهم في طاعته ومرضاته، حتى تدوم تلك النعم وتزداد، مؤكدًا أن الشكر طريق لحفظ النعم من الزوال وزيادتها بفضل الله.