استقبلت القاهرة الملك الإسباني فيليبي السادس والملكة ليتيزيا في زيارة دولة هي الأولى لهما إلى مصر، حيث عقدا مباحثات مع الرئيس عبدالفتاح السيسي تناولت آفاق التعاون الثنائي في المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية، فضلًا عن بحث القضايا الإقليمية والدولية وفي مقدمتها تطورات القضية الفلسطينية.
وقد اعتبرت الزيارة محطة بارزة في مسار العلاقات المصرية الإسبانية، إذ حملت رسائل دعم أوروبية لموقف القاهرة المتوازن وجهودها الرامية إلى الحفاظ على استقرار المنطقة وتعزيز الحلول السلمية وفق القانون الدولي.
سياسي: زيارة ملك إسبانيا لمصر رسالة أوروبية داعمة للقاهرة
قال الدكتور أحمد فؤاد أنور استاذ السياسة في تصريحات خاصة لموقع صدى البلد إن زيارة الملك الإسباني فيليبي السادس وزوجته إلى مصر تحمل أهمية استثنائية، مشيرًا إلى أنها تعد الزيارة الأولى من نوعها على مستوى الدولة، وتأتي في ظل موقف إسباني منصف تجاه القضية الفلسطينية.
وأكد أن مصر لعبت دورًا محوريًا في فضح الأكاذيب الإسرائيلية التي جرى الترويج لها بعد السابع من أكتوبر، والتي انطلت في البداية على الجانب الأوروبي، لكن القاهرة أسقطتها بدءًا من زيارة الأمين العام للأمم المتحدة إلى معبر رفح، وصولًا إلى الحراك الدولي الحالي.
وأضاف أن الموقف الإسباني يتجاوز كونه موقفًا لدولة أوروبية، إذ أن مدريد اتخذت خطوات عملية مثل فرض قيود على تصدير الأسلحة إلى إسرائيل، وهو ما يبعث برسائل قوية إلى العالم الذي يغض الطرف عن الجرائم والانتهاكات.
وأوضح أن إسبانيا لا يمكن اتهامها بالانحياز أو بمعاداة السامية، فهي من الدول التي منحت تسهيلات كبيرة للإسرائيليين وصلت إلى منح الجنسية بعد مراجعات قانونية، وبالتالي فإن موقفها الداعم لفلسطين يكتسب مصداقية مضاعفة.
وتابع: “هذه الزيارة تأتي في سياق أوروبي عام يشهد تحولات مهمة، حيث من المتوقع أن يعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قريبًا اعترافًا غير مشروط بالدولة الفلسطينية، في حين تتخذ دول مثل أيرلندا وألمانيا وأستراليا مواقف ضاغطة على إسرائيل”.
وشدد على أن مصر نجحت في حشد موقف دولي واسع يواجه جرائم الحرب الإسرائيلية، ويعيد وضع القضية الفلسطينية في صدارة الاهتمام العالمي، بدلًا من تشتيت الانتباه الذي يسعى إليه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
وأشار إلى أن نتنياهو اعترف مؤخرًا بأن إسرائيل تواجه عزلة سياسية واقتصادية ستستمر لسنوات، وهو ما يمثل إقرارًا بالفشل، خاصة في ظل تزايد المخاطر على استقرار المنطقة واتساع دوائر الاشتباك من غزة إلى اليمن والعراق ولبنان وسوريا، وصولًا إلى تهديدات تمس الأردن وتركيا.
واختتم د أحمد فؤاد أنور تصريحاته قائلًا: “هذه التطورات تنذر بارتدادات خطيرة على المصالح الأمريكية والأوروبية، أمنيًا وسياسيًا وأخلاقيًا، ومن هنا يصبح لزامًا مراجعة السياسات المنحازة لإسرائيل في ظل تراجع الدعم الغربي لعدوانها على الشعب الفلسطيني”.