أكد الدكتور شوقي علام، مفتي الديار المصرية السابق، أن الدعوات التي تنادي بطمس أو تغطية المعالم الأثرية والتاريخية مثل تمثال أبو الهول تمثل آراء شاذة لا تصمد أمام المنهج العلمي الرصين الذي يتبناه الأزهر الشريف منذ قرون.
وأوضح الدكتور شوقي علام، خلال تصريحات تلفزيونية، اليوم الجمعة، أن الصحابة الكرام حين دخلوا مصر وغيرها من البلاد التي فتحوها، لم ينقل التاريخ عنهم أي محاولة لهدم أو طمس المعالم الحضارية القائمة آنذاك، رغم أن بعضها كان أعظم من تمثال أبو الهول بكثير، ولو كان ذلك واجبًا شرعيًا لتم نقله إلينا.
الدكتور شوقي علام: النبي أمر بتحطيم الأصنام في عصره لأن العلة كانت قائمة
وبيّن الدكتور شوقي علام أن النصوص الشرعية مرتبطة بعلل وأسباب، وأن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بتحطيم الأصنام في عصره لأن العلة كانت قائمة وهي خشية عبادتها من دون الله، أما بعد زوال هذه العلة لم يبق مبرر لطمس المعالم أو إزالتها.
وأشار الدكتور شوقي علام إلى أن المنهج الأزهري الأصيل يعتمد على فهم علل الأحكام وفلسفتها الشرعية، لا على التفسيرات السطحية للنصوص، مشددًا على أن من يدعو اليوم إلى طمس التراث يعاني أزمة فكرية وتفتقر إلى الفهم العميق الذي تحلى به السلف الصالح.
وأكد الدكتور شوقي علام أن التراث المصري مصدر فخر واستقطاب سياحي وثقافي كبير، وأن التعامل معه يجب أن يكون وفق منهج علمي أصيل يحافظ على الهوية ويصون التاريخ دون إفراط أو تفريط.
شوقي علام: التراث الإنساني ليس مجرد حكايات قديمة بل مصدر للفهم والاعتبار
وكان الدكتور شوقي علام، مفتي الديار المصرية السابق، أكد أن التراث الإنساني الذي تركته الأمم السابقة ليس مجرد آثار مهملة أو حكايات قديمة، بل مصدر عظيم للفهم والاعتبار، مشددًا على أن القرآن الكريم أمر المسلمين بالسير في الأرض والنظر في عاقبة الأمم السابقة لاستخلاص العبر والدروس.
وأوضح الدكتور شوقي علام، أن التراث الإنساني ينقسم إلى تراث فكري وثقافي ومادي وعمارة قائمة حتى اليوم، مثل الأهرامات وآثار الحضارات القديمة التي يكتشفها الباحثون في مصر والأردن والسودان واليمن والعراق وغيرها من بلاد العالم.
وأكد أن الانفصال عن هذا التاريخ الإنساني الواسع يضعف فهمنا لتطور البشرية، بينما المطلوب هو الالتحام به وتعميق النظر فيه.