أكد الدكتور شوقي علام، مفتي الديار المصرية السابق، أن التراث الإنساني الذي تركته الأمم السابقة ليس مجرد آثار مهملة أو حكايات قديمة، بل مصدر عظيم للفهم والاعتبار، مشددًا على أن القرآن الكريم أمر المسلمين بالسير في الأرض والنظر في عاقبة الأمم السابقة لاستخلاص العبر والدروس.
وأوضح الدكتور شوقي علام، خلال تصريحات تلفزيونية، اليوم الجمعة، أن التراث الإنساني ينقسم إلى تراث فكري وثقافي ومادي وعمارة قائمة حتى اليوم، مثل الأهرامات وآثار الحضارات القديمة التي يكتشفها الباحثون في مصر والأردن والسودان واليمن والعراق وغيرها من بلاد العالم. وأكد أن الانفصال عن هذا التاريخ الإنساني الواسع يضعف فهمنا لتطور البشرية، بينما المطلوب هو الالتحام به وتعميق النظر فيه.
الدكتور شوقي علام: دراسة التراث الإنساني لا ينبغي أن تكون سطحية
وأشار الدكتور شوقي علام إلى أن دراسة هذا التراث لا ينبغي أن تكون سطحية، بل تحتاج إلى باحثين مدققين وعمق نظر شديد، لاستنطاق الأحجار والآثار واستقراء ما تركته الحضارات من أدوات وعمارة، لفهم الحركة العلمية والفكرية التي كانت سائدة في تلك العصور.
وأكد على أن القرآن الكريم جعل هذا النظر جزءًا من منهج المسلم في فهم الحياة والتاريخ، مستشهدًا بقوله تعالى: ﴿قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ﴾، داعيًا إلى قراءة التراث بوصفه عنصرًا إيجابيًا يساعد على استلهام العظة والبناء الحضاري لا مجرد التسلية.