قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

ابتسامة ملكية في مقبرة جحوتي.. مزحة ريس الحفائر تُضحك ملك إسبانيا

الريس على مع الملك والملكة اسبانيا
الريس على مع الملك والملكة اسبانيا

عقب الزيارة الملكية التي شهدتها مدينة الأقصر أمس، سجل البر الغربي لحظة إنسانية مميزة جمعت بين العاهل الإسباني الملك فيليبي السادس وزوجته الملكة ليتيزيا، والريس علي فاروق السليك، رئيس عمال الحفائر الأثرية.

وخلال جولتهما داخل مقبرة "جحوتي" التي أشرفت بعثة إسبانية على ترميمها، بادر الريس علي بإلقاء مزحة عفوية قائلاً على لسان صاحب المقبرة: "الملك جحوتي سعيد بزيارتكم ويتمنى أن تعودوا مرة أخرى"، وهي العبارة التي فاجأت الملك الإسباني وأدخلت البهجة على الزيارة بعد أن انفجر ضاحكًا وسط أجواء ودية.

وفي تصريح خاص لـ"صدى البلد"، قال الريس علي: "شعرت بالفخر وأنا أرافق الملك والملكة داخل المقبرة، وأردت أن أجعل اللحظة خفيفة فأطلقت هذه المزحة. لم أتوقع أن تترك هذا الانطباع الكبير لديهم، لكن ضحكة الملك كانت بالنسبة لي وسامًا وتقديرًا لجهود كل عمال الحفائر."

الموقف الطريف كان من أبرز مشاهد الجولة التي شملت كذلك معبد الملكة حتشبسوت وعددًا من مشروعات الترميم في البر الغربي، حيث حرص الملك والملكة على التقاط صور تذكارية مع العمال ووزير السياحة والآثار. كما أشاد العاهل الإسباني بجهود فرق الحفائر المصرية، مؤكدًا تقديره للدور الكبير الذي يقومون به في صون التراث وكشف المزيد من أسرار الحضارة المصرية التي جعلت من الأقصر أكبر متحف مفتوح في العالم.

الريس علي وأسرة الحفائر

علي فاروق سيد سليك ليس مجرد اسم في سجل الحفائر، بل يمثل امتدادًا لعائلة ارتبط اسمها بعالم التنقيب منذ ما يقرب من 186 عامًا. البداية تعود إلى القرن التاسع عشر حين شارك أجداده لأول مرة في أعمال الحفائر مع عالم الآثار الإنجليزي هولد متري، ليؤسسوا منذ ذلك الحين مسيرة متواصلة من الخبرة والإنجاز في خدمة التراث المصري.

هذه العائلة، التي خرجت من قلب قنا، رسخت نفسها كواحدة من أعمدة الحفائر الأثرية في مصر، إذ شارك أبناؤها في كبرى الاكتشافات التي شهدتها الأقصر، وكان لهم بصمات بارزة في خبيئة معبد الأقصر وعدد من المقابر والمعابد الكبرى.

وقد ورث "الريس علي" هذه الخبرة المتراكمة، ليصبح أيقونة ميدانية يعتمد عليها علماء الآثار والبعثات الأجنبية، بفضل معرفته الدقيقة بأسرار التربة والأنفاق والممرات. خبرته جعلته شريكًا أساسيًا في اكتشافات ضخمة مثل مقابر ذراع أبو النجا والعساسيف، ومعابد الكرنك والأقصر والرامسيوم. كما كان له دور محوري في الكشف عن المدينة الذهبية المفقودة «صعود آتون»، التي وُصفت بأنها أعظم اكتشاف أثري في القرن الحادي والعشرين.

إن الريس علي وأسرته يمثلون مدرسة متكاملة في الحفائر، ليس فقط بخبرتهم العملية، بل بقدرتهم على المزج بين العمل اليدوي الشاق وفنون الترميم الدقيقة. ولعل تمسكه بزيه الصعيدي البسيط من جلباب وعمة يمنح صورته أصالة خاصة، ليصبح رمزًا حيًا للخبرة المصرية التي تحرس الحضارة منذ أجيال.