افتتح الدكتور محمد الجندي، الأمين العام لمجمع البحوث الإسلاميَّة، مساء اليوم، برنامج (مَعِين التُّراث) للطُّلَّاب الوافدين، الذي يُنظِّمه المجمع بالتَّعاون مع قطاع مدن البعوث الإسلاميَّة، وذلك برعايةٍ كريمةٍ من فضيلة الإمام الأكبر أحمد الطَّيِّب، شيخ الأزهر الشريف، وإشراف الدكتور محمد الضويني، وكيل الأزهر، ورئاسة الدكتور محمد الجندي.
ويُجسِّد هذا البرنامج -الذي تعقده اللجنة العُليا للدَّعوة بالمجمع- رؤيةَ الأزهر التَّجديديَّة التي تقوم على الجمع بين الأصالة والمعاصرة، وإحياء التُّراث الإسلامي عبر منهجيَّة عصريَّة تُعزِّز من أدوات الفهم النَّقدي ومهارات التَّطبيق العملي، بما يحقِّق التَّوازن بين الضَّبط الأكاديمي والتَّيسير التَّربوي.
ويهدف البرنامج إلى إكساب الطُّلَّاب الوافدين منهجيَّةً عِلميَّةً في قراءة النُّصوص التُّراثيَّة وفهمها، وتعزيز قدرتهم على التَّحليل النَّقدي والتمييز بين الثَّابت والمتغيِّر، إلى جانب إتقان المفاتيح الأساسيَّة لفهم كتب التُّراث، وتنمية ملَكة توظيف هذا التُّراث في معالجة القضايا المعاصرة؛ بما يضمن تكوين شخصيَّة عِلميَّة أصيلة ومنفتحة في الوقت نفْسِه.
وأكَّد الدكتور محمد الجندي أنَّ الأزهر الشريف متَّصلٌ بسلسلة سندٍ علميٍّ راسخةٍ تعود إلى سيِّدنا رسول الله، وأنَّ هذا السند المتَّصل يمنح طلَّاب الأزهر خصوصيَّةً فريدةً في تحصيل العلوم الشرعيَّة، ويُميِّز المنهج الأزهري عن غيره مِنَ المناهج التي قد تفتقد لهذا الامتداد الموثوق.
وأوضح الدكتور الجندي أنَّ المنهج الأزهري يقوم على التَّوازن بين العقل والنَّقل، ويجمع بين أصالة التُّراث وأدوات التَّجديد، وأنه المنهج القادر على تحصين العقول، وردِّ الشُّبهات، وتكوين الرَّأي السديد، بما يؤهِّل الطُّلَّاب للقيام بدَورهم في خدمة قضايا أوطانهم وأمَّتهم، ونَشْر الفِكر الوسطي المستنير.