ألقى فضيلة أ.د. محمد الجندي، الأمين العام لمجمع البحوث الإسلاميَّة، صباح اليوم بمركز الشيخ زايد لتعليم اللُّغة العربيَّة، كلمةً خلال تدشين مبادرة (تأهيل وإعداد الدُّعاة والوعَّاظ لاستخدام لغة الإشارة) وإطلاق منصَّة دعويَّة لخدمة الصُّم؛ بمناسبة اليوم العالمي للغة الإشارة، بالتعاون بين المجمع والمنظَّمة العالميَّة لخرِّيجي الأزهر والمجلس القومي للأشخاص ذوي الإعاقة، برعايةٍ كريمةٍ مِنْ فضيلة الإمام الأكبر أ.د. أحمد الطيِّب، شيخ الأزهر الشريف، وذلك بحضور: فضيلة أ.د. محمد الضويني، وكيل الأزهر، وفضيلة أ.د. سلامة داود، رئيس جامعة الأزهر، وفضيلة أ.د. نظير عيَّاد، مفتي الجمهوريَّة، وفضيلة أ.د. عبَّاس شومان، الأمين العام لهيئة كبار العلماء ورئيس مجلس إدارة المنظَّمة، والدكتورة إيمان كريم، المشرف العام على المجلس القومي للأشخاص ذوي الإعاقة، والدكتورة نهلة الصعيدي، مستشار شيخ الأزهر لشئون الوافدين، والدكتورة إلهام شاهين، مساعد الأمين العام لمجمع البحوث الإسلاميَّة لشئون الواعظات، وفضيلة الشيخ أيمن عبد الغني، رئيس قطاع المعاهد الأزهريَّة، وعدد من علماء الأزهر والشخصيًّات العامَّة، والمتخصِّصين والمعنيين ببرامج ذوي الهِمَم.
وقال الدكتور محمد الجندي في كلمته: إنَّ هذه المبادرة تمثِّل رسالةَ أملٍ تؤكِّد أنَّ التواصل حقٌّ إنساني لا يجوز أن يُعاق، مضيفًا أنَّ لغة الإشارة هي لغة حيَّة أصيلة، تُعبِّر عن المشاعر وتنقل الفِكر، وتربط الإنسان بأخيه بعيدًا عن حدود الصَّوت والحرف.
وأوضح الدكتور الجندي أنَّ الاهتمام بلغة الإشارة يعكس وعيًا حضاريًّا ورؤية مجتمعيَّة راشدة؛ فهي (أمل جديد) يفتح نافذةً للفهم، ويعكس إيمانًا بأنَّ المجتمع القوي هو الذي لا يعرف الإقصاء ولا العزلة؛ بل يقوم على التكامل والمساواة.
وشدَّد الأمين العام لمجمع البحوث الإسلاميَّة على أنَّ مِنْ واجب المجتمع أن يكسر الحواجز ويبني الجسور، بالفعل والتطبيق؛ مِنْ خلال دَعْم التعليم، وتوفير المترجمين، وتوجيه الوعي في كل مؤسَّسة من مؤسَّسات المجتمع، لافتًا إلى أنَّ لغة الإشارة قادرةٌ على أن تكون لغةَ نهوضٍ وحضارة، وليست لغةَ ركودٍ أو انغلاق.
وأشار فضيلته إلى أنَّ التاريخ الإسلامي والعربي زاخرٌ بنماذجَ مضيئةٍ مِنَ العلماء والمبدعين مِنْ ذوي الهِمَم الذين تجاوزوا تحدِّياتٍ صحيَّةً جسيمةً، ومع ذلك تركوا بصماتٍ خالدةً في العلوم والآداب؛ مثل: الأديب مصطفى صادق الرافعي، والعالم الحسن بن الهيثم رائد عِلم البصريَّات، وجابر بن حيَّان مؤسِّس الكيمياء التجريبيَّة، وأبي الريحان البيروني، ونصير الدِّين الطوسي، وابن النفيس، والكندي، وغيرهم ممَّن سجَّلوا في صفحات التاريخ أنَّ العزيمة أقوى مِنْ أيِّ عجز.
وفي ختام كلمته، وجَّه الدكتور محمد الجندي تحيَّة تقدير لكلِّ مَنْ يعمل بإخلاص في دَعْم لغة الإشارة واستخدامها؛ مِنَ المترجمين، والمعلِّمين، والمبادرين، مؤكِّدًا أنَّ لغة الإشارة لغة حياة نابضة تفتح أبواب التفاهم والاندماج.





