قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
عاجل
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

د. هشام فريد يكتب: وماذا بعد الاعتراف بدولة فلسطين

د. هشام فريد
د. هشام فريد

سوف يُكتب في التاريخ أن "النتن ياهو" هو أفشل رئيس وزراء فاسد حكم الكيان الصهيوني، وأوصله إلى حافة الهاوية من أجل أطماعه الشخصية وسياساته العنصرية الدموية!!
استطاع بغلظة قلبه وأنانيته أن يفضح ويهدم الكيان الصهيوني ويكشف حقيقته الخبيثة المضللة أمام شعوب العالم بأفعاله ومجازره الوحشية اللاإنسانية!!

استطاع هذا "النتن ياهو" بأفعاله الخبيثة والمشينة وارتكابه المذابح والمجازر وجرائمه البشعة وحصار التجويع ضد الشعب الفلسطيني الأعزل وضد الإنسانية جمعاء، أن يمارس كل هذا الظلم والتوحش طوال عامين ضد الشعب الفلسطيني.
كما استطاع أن يحوّل كل شعوب العالم ضده وضد الكيان الصهيوني، وأجبر الحكومات الفاشية على إعلان اعترافها بدولة فلسطين قبل أن تحترق هذه الدول بنيران الاستمرار في تأييد الكيان الصهيوني العنصري!!

شكرًا لـ"النتن ياهو" لأنه استطاع أن يجعل الكيان الصهيوني عبئًا سياسيًا على الأغلبية العظمى من مؤيديه، وخطرًا على الأمن القومي لهذه الدول بسبب المظاهرات المستمرة وازدياد رفض الرأي العام لمجازر الكيان ضد النساء والأطفال والعجائز والشباب، وذلك بعد أن كان يحظى بدعم تلك الدول لعقود من الزمن، إلى أن استيقظت أخيرًا من غفلتها!!

كم أنت "ساحر" يا نتن ياهو! فلتذهب إلى الجحيم، وإلى مزبلة التاريخ، وانتظر محاكمتك أمام محاكم الكيان وأمام المحكمة الجنائية الدولية، وبعد أن يذهب ترامب إلى مجاهل التاريخ.

إن استخدام الفيتو الأمريكي ضد وقف حرب الإبادة في غزة وفلسطين واقع مرير مخزٍ ومؤسف للغاية!!
وقد أعلنت مندوبة الولايات المتحدة الأمريكية لدى مجلس الأمن أن مشروع القرار المقدم بشأن غزة لا يحقق السلام الدائم في الوقت الحالي!
لكن استخدام حق الفيتو هذا – الظالم والعنصري – هو في حد ذاته قرار بعزل أمريكا والكيان الصهيوني عن كل دول وشعوب العالم!!

فترامب و"النتن ياهو" متفقان على أن حماس يجب أن تسلّم ما لديها من أسرى أولًا وأن تنزع سلاحها! ويريان أن القرار يساوي بين حماس وإسرائيل، وهذا – من وجهة نظر أمريكا والكيان الصهيوني – غير مقبول!
ولكن أليس الفلسطينيون بشرًا مثلهم؟ أليس لهم الحق في العيش بأمان وسلام على أرضهم وأرض أجدادهم؟!

وهناك أيضًا شكوك حول الخلاف الحالي المعلن بين إنجلترا وأمريكا، إذ يبدو أنه مجرد اختلاف في اختيار الشخص المناسب والتوقيت ونوع "السكين" الذي تُذبح به "الذبيحة" لا أكثر! أي أنه مجرد اختلاف في أسلوب إدارة الأزمة، حتى لا ينخدع الطيبون بالنوايا الخبيثة.

إن شلال الاعتراف الدولي الحالي بدولة فلسطين أمر يقلق إسرائيل، ولو أنه مبرر، لكن السؤال: ماذا بعد الاعتراف؟
هل سيحصل الشعب الفلسطيني على كامل حقوقه المغتصبة منذ وعد بلفور عام 1917؟
هذا ما ننتظره، وسوف نشاهد في الفترة القادمة إلى أي مدى سيثبت المجتمع الدولي مصداقيته تجاه الاعتراف بالدولة الفلسطينية ومساندته للشعب الفلسطيني في استعادة أرضه وكرامته وكامل حقوقه المنهوبة، أو يكون هذا الاعتراف مجرد محاولة لحماية الأمن القومي لهذه الدول ومرحلة هدنة في الصراع الصهيوني – الشرق أوسطي.

لقد انكشف وجه أمريكا والكيان الصهيوني أمام كل شعوب العالم، ويجب وقفهم وردعهم قبل الاستمرار في هذا العبث وقبل أن يعيثوا في الأرض فسادًا، لأن مخططاتهم القادمة مرعبة لشعوب الشرق الأوسط المسالمة.

ألم يحن الوقت للمّ الشمل العربي والإسلامي والاستعانة بكل ما يقوّي صفوفنا والتحالف مع كل القوى الممكنة – فعدو عدوي حبيبي – من أجل مواجهة غطرسة وسفاهة عدو لا يعرف أدنى درجات المسؤولية أو الرحمة أو الشرف والنزاهة؟!

وصدق الرئيس السيسي عندما قال:
"إن مصر تتعامل بنزاهة وشرف في زمن عزّ فيه الشرف!"