أكد الدكتور جمال سوسة، رئيس لجنة قطاع الدراسات البيطرية بالمجلس الأعلى للجامعات، أن الثروة الحيوانية تمثل اقتصاديا إحدى الركائز الرئيسة للأمن الغذائي، وهو ما يجعلها على رأس أولويات الدولة المصرية التي تخطو خطوات واثقة في هذا المجال بدعم مباشر من القيادة السياسية.
وأوضح أن الدولة تعمل على وضع خطط لتعزيز وتنمية الثروة الحيوانية، وتحسين وتوطين سلالات الأبقار والجاموس ذات الإنتاجية العالية، إلى جانب دعم الثروة الداجنة والاستزراع السمكي لتوفير بروتين آمن ورخيص للمجتمع.
جاء ذلك خلال كلمته في مؤتمر كلية الطب البيطري بجامعة المنصورة الثالث عشر، والمؤتمر الأول لنقباء الطب البيطري العرب، حيث شدد على الدور المحوري للطب البيطري في تحقيق التنمية المستدامة والأمن الغذائي ومنظومة الصحة الواحدة، مع دمج تطبيقات الذكاء الاصطناعي في المجال.
وأوضح سوسة أن للطب البيطري دورا بارزا في تحقيق 10 أهداف من إجمالي 17 هدفا من أهداف التنمية المستدامة، منها القضاء على الفقر والجوع، وضمان حياة صحية، وتحقيق التعليم الجيد والشامل في قطاع الدراسات البيطرية، وتوفير المياه النظيفة، وتعزيز النمو الاقتصادي والصناعات القائمة على الثروة الحيوانية والداجنة والسمكية، فضلا عن مواجهة تغير المناخ، وحماية الموارد البحرية والتنوع البيولوجي.
وأضاف أن صحة الحيوان تعني منتجات غذائية آمنة، وهو ما ينعكس على صحة الإنسان ورفاهية المجتمع، مشيرا إلى أهمية مكافحة مقاومة مضادات الميكروبات من خلال الاستخدام المسؤول للعقاقير.
وفيما يتعلق بمنظومة الصحة الواحدة، أكد أن الطب البيطري يمثل خط الدفاع الأول لحماية الإنسان من أكثر من 200 مرض مشترك، 70% منها ذات منشأ حيواني، مما يرسخ أهمية الطبيب البيطري في التوازن بين صحة الإنسان والحيوان والبيئة.
وتطرق سوسة إلى موضوع المؤتمر حول دور الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا الذكية في تطوير الطب البيطري، موضحا أن الذكاء الاصطناعي أصبح واقعا حاضرا يسهم في التشخيص المبكر، ورصد الأمراض، والإدارة الدقيقة للثروة الحيوانية.
وأشار إلى أن تقنياته تساعد في تحليل البيانات الوراثية والتنبؤ بالتكيف البشري مع الفيروسات مثل إنفلونزا الطيور والخنازير، إلى جانب تطوير مستشعرات ذكية لرصد العوامل البيئية داخل مزارع الدواجن.
واستعرض رئيس لجنة قطاع الدراسات البيطرية مراحل الثورات الصناعية الخمس وتطورها وصولا إلى الثورة الصناعية الخامسة، التي تركز على دمج التقنيات المتقدمة مثل إنترنت الأشياء والبيانات الضخمة مع البعد الإنساني، موضحا أن هذه التحولات تشكل قاعدة لاستخدام الذكاء الاصطناعي في خدمة صحة الحيوان والإنسان.
وأكد سوسة أن المؤتمر يمثل منصة مهمة لتبادل الخبرات واستشراف المستقبل، مشددا على أهمية توصيات منظمة الصحة العالمية الأخيرة بشأن ضمان مأمونية وفعالية نظم الذكاء الاصطناعي في الصحة العامة، ووجه الشكر للمشاركين والمتحدثين من داخل مصر وخارجها، متمنيا أن يسهم المؤتمر في إقامة شراكات جديدة وحلول مبتكرة ورؤية مشتركة لمستقبل أكثر إشراقا للطب البيطري ولمصر.