قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
عاجل
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

قمة السيسي وبن زايد تعكس تحالفا استراتيجيا| ومحلل: دليل على الثقة والمصالح المشتركة

مصر والإمارات
مصر والإمارات

ودع الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم الإثنين، أخاه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، في ختام زيارته الأخوية إلى جمهورية مصر العربية، وذلك بمطار القاهرة الدولي.

وفي هذا الصدد، يقول الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية، إن تأتي زيارة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، إلى جمهورية مصر العربية ولقاؤه بفخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي، لتؤكد عمق الروابط الأخوية التي تربط بين البلدين، وتعكس حجم التقارب الكبير الذي تطور بشكل مستمر خلال السنوات الأخيرة.

وأضاف فهمي- خلال تصريحات لـ "صدى البلد"، أن تكتسب هذه الزيارة أهمية خاصة نظرا للظروف السياسية والاقتصادية الدقيقة التي تمر بها المنطقة، والتي تتطلب تنسيقا دائما وتعاونا استراتيجيا بين الدول العربية ذات التأثير المحوري.

وأشار فهمي، إلى أن ينظر إلى التناغم المصري الإماراتي باعتباره عاملا مهما في دعم الاستقرار الإقليمي، وتعزيز المواقف العربية الموحدة في مواجهة التحديات المتزايدة.

وتابع: " العلاقات المصرية  الإماراتية ليست وليدة اللحظة، بل هي علاقات تاريخية وراسخة، قامت على أسس من الثقة والتفاهم والمصالح المشتركة، ما جعل منها صرحا قويا في خريطة العلاقات العربية والدولية". 

ومن جانبه، قال الكاتب الصحفي جمال رائف، إن العلاقات بين مصر والإمارات تشهد زخما كبيرا وطبيعة استثنائية، مشيرا إلى أن اللقاءات المكثفة بين القيادتين تعكس تطورا ملحوظا في مسار العلاقات، وأن هذا هو اللقاء الثالث خلال العام بين الرئيس عبد الفتاح السيسي والشيخ محمد بن زايد، ومنذ عام 2014 عقدت نحو 60 قمة بين القيادتين، وهو رقم كبير للغاية يظهر حجم التواصل غير المسبوق على صعيد الدبلوماسية الرئاسية.

وأضاف رائف، خلال تصريحات له، أن هذا الزخم السياسي انعكس بشكل مباشر على تطور الأداء الاقتصادي، لافتا إلى أن الاستثمارات الإماراتية في مصر تجاوزت 40 مليار دولار، وحجم التبادل التجاري تخطى 4 مليارات دولار، مع تنوع مجالات التعاون في مشروعات كبرى مثل "رأس الحكمة"، والهيدروجين الأخضر، والطاقة، والتصنيع التكاملي الذي يضم أيضا الأردن والبحرين.

وقد حرص الرئيس السيسي على التواجد في مقدمة مودعي الشيخ محمد بن زايد، في مشهد يجسد عمق العلاقات التاريخية، والروابط الأخوية الوثيقة التي تجمع بين البلدين الشقيقين، ويعكس ما تحمله مصر قيادة وشعبا من تقدير بالغ لضيفها الكبير.

قمة مصرية إماراتية موسعة  

وصرح المستشار محمد الشناوي، المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، أن الزيارة شهدت عقد اجتماع موسع ضم وفدي البلدين، تناول مجمل ملفات التعاون الثنائي في مختلف المجالات، تبعه اجتماع مغلق جمع بين الرئيس السيسي والشيخ محمد بن زايد، في أجواء من الود والتفاهم، تعبيرا عن وحدة الرؤى بين الجانبين.

كما أقام الرئيس مأدبة غداء رسمية تكريما للضيف الكريم والوفد المرافق له.

التعاون الاقتصادي والاستثماري بين البلدين

وفي مستهل اللقاء، أعرب الرئيس عبد الفتاح السيسي عن تقديره الكبير للعلاقات المتينة بين مصر ودولة الإمارات العربية المتحدة، مؤكدًا على التطور المتسارع الذي يشهده التعاون بين البلدين، لا سيما في مجالي التجارة والاستثمار.

كما شدّد الرئيس السيسي على حرص الدولة المصرية على دعم الاستثمارات الإماراتية وتذليل جميع العقبات التي قد تواجهها، بما يُعزّز من حجم الاستثمارات المشتركة ويواكب الطفرة الاقتصادية التي تشهدها العلاقات بين البلدين.

من جانبه، عبر الشيخ محمد بن زايد آل نهيان عن تقديره لما يشهده من تحسّن وتطور في مناخ الاستثمار داخل مصر، مؤكدا أن الجهود المبذولة من جانب الدولة المصرية ساهمت في تعزيز بيئة الأعمال وجذب رؤوس الأموال، مما يعكس نهجا واعدا لتحقيق شراكة اقتصادية مستدامة.

الترحيب بالمبادرة الأمريكية بشأن غزة

وفي سياق متصل، تطرقت المباحثات بين الزعيمين إلى آخر تطورات الأوضاع الإقليمية، وفي مقدمتها تطورات الوضع الإنساني والأمني في قطاع غزة. 

وقد أعرب الرئيس السيسي والشيخ محمد بن زايد عن ترحيبهما بالمبادرة التي طرحها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لوقف الحرب في غزة، مؤكدين دعم هذه المبادرة السلمية بوصفها خطوة مهمة نحو تمهيد الطريق أمام تحقيق سلام شامل ودائم في المنطقة.

زيارة أخوية تعكس وحدة المصير المشترك

وكان الشيخ محمد بن زايد آل نهيان قد حل ضيفا عزيزا على مصر في إطار زيارة أخوية لقصر الاتحادية، تأتي امتدادا لنهج التشاور المستمر والتنسيق الوثيق بين قيادتي البلدين، اللتين تجمعهما رؤية مشتركة تجاه مختلف قضايا المنطقة والعالم.

والجدير بالذكر، أن تأتي هذه الزيارة الأخوية لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان إلى مصر، لتضيف فصلا جديدا في سجل العلاقات التاريخية بين البلدين الشقيقين، وتعكس الإرادة السياسية المشتركة في تعزيز التعاون الثنائي، وتنسيق الجهود لمواجهة التحديات الإقليمية والدولية. 

وقد جسدت القمة المصرية الإماراتية روح التفاهم والتقارب التي تربط بين القيادتين، ما يعزز من آفاق الشراكة الاستراتيجية، ويفتح المجال لمزيد من الإنجازات على صعيد التعاون العربي المشترك، تحقيقا لمصالح الشعبين، ودعما لاستقرار وأمن المنطقة.