تُعَدّ قرية الصلعا التابعة لمركز سوهاج واحدة من أعرق القرى التي تمتاز بتاريخ عريق وحاضر مشرق، إذ تجمع بين الأصالة والريادة في مجالات متعددة، مما جعلها تحظى بمكانة خاصة بين قرى المحافظة.
ويرجع اسم القرية إلى جذور تاريخية قديمة ارتبطت بأرضها الطيبة وأهلها المعروفين بالكرم والعلم، وتقع الصلعا على مساحة واسعة ويبلغ عدد سكانها ما يقرب من 45 ألف نسمة، يشكّلون نسيجًا متماسكًا من العائلات التي تحرص على الترابط والتعاون.
قرية الحُفاظ في سوهاج
وقد شهدت القرية طفرة تنموية كبيرة في إطار مبادرة "حياة كريمة"، حيث تم تنفيذ مشروعات خدمية وبنية تحتية شملت تطوير المدارس والوحدات الصحية ورصف الطرق وإنشاء محطات مياه وصرف صحي، مما انعكس بشكل مباشر على تحسين جودة الحياة لأهالي القرية.
ولـ"الصلعا" مكانة مميزة في المجال الديني والعلمي، فهي تُلقَّب بـ "قرية الحفاظ"، إذ يخرج منها سنويًا المئات من حفظة كتاب الله، حتى بلغ عدد الحفاظ فيها نحو 1150 حافظًا وحافظة، الأمر الذي يعكس اهتمام أهلها المتوارث عبر الأجيال بتنشئة أبنائهم على القيم الدينية والقرآنية.
ومن أبرز شخصيات القرية العالم الجليل الشيخ أحمد مهران سالم الصلعاوي، الذي كرّس جهوده لخدمة القرآن الكريم وتعليم القراء، وكان قدوة لأبناء قريته في الالتزام بالعلم والدين.
كما يبرز الدور المجتمعي الكبير لشباب الصلعا، الذين أطلقوا العديد من المبادرات، من أبرزها حملات التعقيم والتطهير خلال جائحة كورونا، وهو ما جسّد وعيهم العميق بأهمية العمل الجماعي وخدمة المجتمع.
قرية الصلعا ليست مجرد رقعة جغرافية على أرض سوهاج، بل هي رمز للعطاء والعلم والدين، وقلعة للقرآن الكريم، ما يجعلها نموذجًا مضيئًا بين قرى مصر التي تفتخر بأبنائها وإنجازاتهم.