أكد رئيس مجلس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي أن موافقة حركة حماس على خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن وقف إطلاق النار في قطاع غزة، تعد توجها محمودًا جدًا من حماس.
جاء ذلك في كلمته خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده رئيس الوزراء في ختام زيارته اليوم /السبت/ لافتتاح وتفقد عدد من المصانع المطورة بشركة النصر للكيماويات الدوائية بالقليوبية، وذلك بحضور كل من الدكتور خالد عبدالغفار، نائب رئيس الوزراء للتنمية البشرية، وزير الصحة والسكان، والفريق مهندس كامل الوزير، نائب رئيس الوزراء للتنمية الصناعية وزير الصناعة والنقل، والمهندس محمد شيمي، وزير قطاع الأعمال العام، والمهندس أيمن عطية، محافظ القليوبية، والدكتور علي الغمراوي، رئيس هيئة الدواء المصرية، والدكتور هشام ستيت، رئيس الهيئة المصرية للشراء الموحد والإمداد والتموين الطبي وإدارة التكنولوجيا الطبية، والدكتورة إيمان ريان، نائب محافظ القليوبية.
وقال مدبولي :"إنه بهذه الموافقة تستجيب لدعوات السلام والاستقرار في المنطقة، وأن نوقف نزيف هذه الحرب الغاشمة والظالمة على أشقائنا من الشعب الفلسطيني، وتكون هذه الخطوة بداية لمسيرة تفاوض للوصول لما نبتغيه جميعًا وهو وقف دائم للحرب بمشيئة الله، وعدم تهجير أشقائنا الفلسطينين من قطاع غزة، وعدم ضم قطاع غزة أو الضفة الغربية إلى إسرائيل، ونعيد إعمار غزة مرة أخري في وجود أهالينا الفلسطينيين بها، وهذا توجه مهم ومازال هناك شوط طويل في الوصول إلى التفاصيل في أثناء عملية التفاوض، ولكن أعتقد أن هذه الموافقة بادرة جيدة جدًا لأنها تفتح المجال على الأقل لوقف فوري للحرب خلال الفترة القادمة".
من ناحيه أخرى، قال مدبولي: إن إعادة إحياء الصرح العظيم، شركة مصر للكيماويات الدوائية، وهذه الشركة كما ذُكر سابقاً في العرض، أنشأت عام 1960، أي منذ 65 عاماً، أنشئ هذا الصرح العملاق بغرض تلبية احتياجات مصر من الأدوية وكل المنتجات المرتبطة بالصناعات الصحية، وهو جزء من النماذج المختلفة التي تعيد فيها الدولة الإستفادة من الأصول المملوكة ليها، حتى لا يذكر أننا نقوم بالتصرف في ممتلكات الدولة بالبيع أو بالمشاركة مع القطاع الخاص فقط، رغم أنه أحياناً توجه محمود في صناعات بعينها، ولكن هنا في صناعة استراتيجية مثل صناعة الدواء، الدولة كانت حريصة على أن تعيد إحياء هذا الصرح العملاق، ليعود مرةً أخرى ليؤدي دوره المهم جداً في تلبية احتياجات مصر من الأدوية والمستلزمات الطبية.
وتابع رئيس الوزراء: شركة النصر للكيماويات الدوائية، هي واحدة من ثماني شركات تابعة للشركة القابضة للأدوية، تعود اليوم لتنتج وتغطي جزءا كبيرا من احتياجات مصر من الأدوية والمستلزمات المختلفة.
وأضاف أن برنامج زيارته اليوم تضمن زيارة لأحد مصانع المواد الخام للأدوية، قائلاً: كما تعلمون فإن المواد الخام للأدوية منتج استراتيجي مهم للغاية، ومعروف أن دولا قليلة حول العالم هي التي تحتكر صناعة المواد الخام للأدوية.
وأكد مدبولي أهمية المصانع التي تضمنها برنامج الزيارة، ومنها مصنع المستحضرات وأدوية الحبوب والسوائل ومصنع المحاليل الطبية، وغيرها من المصانع، مُشيرًا إلى أن جميع هذه المصانع تغطي نسبة كبيرة من احتياجات الدولة من هذه الأدوية.
وأشار رئيس الوزراء إلى أن عددًا من المصانع التي زارها كان قد شهد في مرحلة معينة تدهورًا في حجم إنتاجه أو توقفا تاما عن الإنتاج، لكن مع التطوير الذي حدث، تعود هذه المصانع للإنتاج بقوة مع وجود خطط للتوسع خلال المرحلة المقبلة.
وتابع: هذه الشركة على مدار الأعوام الماضية كانت دائمًا تسجل خسارة في قوائمها المالية، لكن هذا العام ستكون هذه الشركة قادرة على تحقيق الأرباح لأول مرة منذ فترة طويلة.
وانتقل الدكتور مصطفى مدبولي بعد ذلك للحديث عن قطاع صناعة الأدوية في مصر، مُشيرًا إلى أن هذا القطاع قطاع استراتيجي للغاية، ويستخدم أحياناً في التأثير والضغوط على بعض الدول.
وأضاف أن مصر تعد واحدة من أكبر الدول المنتجة للأدوية والمستلزمات الطبية، ليس فقط على مستوى منطقة الشرق الأوسط بل على مستوى العالم، فلدينا أكثر من 180 شركة أدوية على مستوى الجمهورية في القطاعين الخاص والحكومي، تنتج من خلال الآلاف من خطوط الإنتاج ما تتراوح نسبته بين 91 إلى 92% من احتياجات مصر من الأدوية، كما أن عددا من المصانع بدأ إنتاج النسبة المتبقية التي تشمل الأدوية المتطورة أو المتقدمة المعروفة باسم صناعة أدوية الأورام.
وأشار رئيس الوزراء إلى أن هذه المصانع تتيح المنتجات الدوائية للمواطن المصري بتكلفة تتراوح بين 20 إلى 25% من تكلفتها التجارية، ليكون هناك منتج اليوم يُباع مثيله من بعض الأدوية الاخرى بمائة جنيه، ونحن نوفره هنا بقيمة 25 جنيهاً، فهذا يستهدف المواطن البسيط ومحدودي الدخل، وهو دور الدولة الذي نعمل عليه في هذا الأمر.
وتابع رئيس الوزراء: كل التحية والتقدير للقائمين على تطوير هذه الشركة، فهذا جزء كبير من أصول الدولة التي نُعظم الاستفادة منها، والتي كانت تعتبر تحت تعريف "المصانع المتعثرة" أو المتوقفة، ولكن الدولة تعيدها مرة أخرى للإنتاج وبقوة مع خطط توسعية وشراكات مع شركات متقدمة تنتج الأدوية بأحدث مستوى من التكنولوجيا، فمرة أخرى كل الشكر والتقدير لزملائي ممن تابعوا وأشرفوا على تنفيذ هذا المشروع المهم.
وفيما يتعلق بموضوع ارتفاع منسوب مياه النيل أمس، قال رئيس الوزراء: لقد أوضحت سابقا بصورة كبيرة جدًا كيف يتم التعامل مع كميات المياه الكبيرة القادمة، وكيف ندير منظومة المياه في مصر، ودور السد العالي في هذا الموضوع، وبالرغم أنى قد أوضحت هذا الأمر في المؤتمر الصحفي الأسبوعي، وقبل حدوث ذلك الأمر كنا بالفعل نعلم المحافظات التي سيحدث بها أزمة وهي تحديدًا "المنوفية والبحيرة"، والمحافظين المعنيين وجهوا الإنذارات للمناطق التي سيرتفع بها المنسوب، وأؤكد مرة أخرى أن كل هذه الأراضي والمباني المقامة عليها هي مقامة بالتعدى على أملاك الدولة، هذه الأراضي كلها بلا استئناء هي أراضي طرح نهر وجزء لا يتجزأ من نهر النيل، والطبيعي أن يحدث غمر لبعض هذه المناطق كل عام، وهذا العام حدث غمر بكميات أكبر ولكن هذه المناطق كونها ضمن طرح النهر فهي أراض بينية ما بين الأرض الصلبة والنهر وتكون جزءا من نهر النيل، فعندما ينخفض المنسوب تظهر الأرض، وعندما يرتفع المنسوب يتم تغطيتها بالمياه، فبالتالي هذه الأراضي جزء من حرم نهر النيل، ولا يجوز التعدي بالزراعة والبناء عليها، ومع ذلك تم توجيه المحافظين بالنزول وتقديم المساعدات الفورية والإعانات لأهالينا في تلك المحافظات التي وقع بها هذا الأمر.
وجدد رئيس الوزراء التأكيد على أننا كدولة بادرنا بالإعلان عن هذا الموضوع، وهذا أمر يحدث كل عام بشكل طبيعي مع ارتفاع مناسيب المياه وزيادة التصرفات من السد العالي، وهو أمر وارد جداً، ولكن المشكلة الحقيقية تكمن في التعدي على هذه الأراضي في فترات سابقة، ولذا فالمواطنون في هذه المناطق هم المتضررون، ولذا فقد وجهت مرة أخرى المحافظين بتقديم المساعدات الأولية والإعانات الفورية للمواطنين حتى يتمكنوا من تجاوز هذا الأمر.
ووجه رئيس الوزراء، في ختام تصريحاته، الشكر لجميع القائمين على الشركة، مُؤكدًا أننا سعداء جميعًا بهذا الصرح، مُتمنيًا أن يكون هناك المزيد من التطور خلال الفترة القادمة وامتداد أكبر لجميع أنشطتها.
رئيس الوزراء: موافقة حركة حماس على المبادرة الأمريكية توجه محمود جدًا واستجابة لدعوات السلام والاستقرار في المنطقة
