قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

حادث مأساوي يهز الرياضة العراقية.. وفاة مدرب البرازيل غالينا بعد سقوطه في قاعة جامعة آشور

المدرب البرازيلي مارسيلو غالينا
المدرب البرازيلي مارسيلو غالينا

خيم الحزن على الأوساط الرياضية العراقية والعربية، بعد الإعلان عن وفاة المدرب البرازيلي مارسيلو غالينا، مدرب حراس مرمى المنتخب العراقي لكرة القدم داخل الصالات، إثر سقوطه المروع من الطابق العلوي داخل قاعة الرياضة بجامعة آشور في بغداد، أثناء وجوده في تدريبات المنتخب استعداداً للتصفيات المؤهلة إلى كأس آسيا.

الخبر الذي نزل كالصاعقة على لاعبي المنتخب وجهازه الفني والإداري، أكدته مصادر رسمية في الاتحاد العراقي لكرة القدم، الذي أصدر بيان تعزية قال فيه: “يتقدم رئيس الاتحاد العراقي لكرة القدم عدنان درجال، وأسرة الاتحاد، بأحر التعازي وأصدق المواساة إلى عائلة مدرب حراس مرمى منتخبنا لكرة الصالات البرازيلي (مارسيلو غالينا)، بعد حادث سقوط مؤسف في قاعة تدريبات المنتخب بالعاصمة بغداد”.

ملابسات الحادث

بحسب روايات من داخل معسكر المنتخب، فإن المدرب الراحل صعد إلى الطابق العلوي للقاعة الرياضية في جامعة آشور دون مرافقة أي فرد من الجهاز الفني، رغم وجود تعليمات إدارية صارمة تمنع مغادرة المنطقة المخصصة للتدريبات. 

وأثناء وجوده أعلى القاعة، انزلقت قدمه ليسقط من ارتفاع كبير، ما أدى إلى إصابته بنزيف حاد في المخ أودى بحياته على الفور.

اللاعب مهند عبد الهادي حاول التدخل لإنقاذه بعد أن شاهد سقوطه، إلا أن الموقف كان أسرع من أي محاولة لإنقاذه.

أول تعليق رسمي

من جانبه، أدلى علي عيسى، المدير الإداري لمنتخب العراق لكرة الصالات، بأول تعليق رسمي حول الحادث المأساوي قائلاً: "الفقد كان مؤلماً ومفجعاً للجميع، سواء للاعبين أو الجهازين الفني والإداري، تواصلت مع المدير الفني جواو كارلوس بوربوسا، ونقلت له تعازي رئيس الاتحاد عدنان درجال لعائلة الفقيد".

وأوضح عيسى أن الجهاز الفني قرر الاستمرار في التحضيرات، التزاماً بجدول الإعداد المقرر قبل التصفيات الآسيوية، حيث سيُستأنف التدريب في قاعة نادي الجيش.

وأضاف أن المدرب تصرف بشكل فردي وصعد إلى الطابق العلوي المحظور دون علم الجهاز الإداري، رغم وجود مسؤولي المنشآت والأمن في القاعة.

وأكد أن رئيس الاتحاد وأعضاء المكتب التنفيذي تابعوا الموقف أولاً بأول، كما تم الاطمئنان على حالة اللاعب مهند عبد الهادي الذي أصيب بإرهاق نفسي شديد جراء الحادث.

اجتماع استثنائي لرفع المعنويات

وفي خطوة إنسانية، عقد المدير الفني البرازيلي جواو كارلوس باربوسا اجتماعاً خاصاً مع لاعبي المنتخب داخل مقر الإقامة، في محاولة لاحتواء الصدمة ورفع الروح المعنوية للفريق، مؤكداً أن "المنتخب مستمر في طريقه نحو تحقيق هدفه بالتأهل إلى كأس آسيا، لأن هذا ما كان يريده مارسيلو".

باربوسا قال في كلمته المؤثرة: "مارسيلو كان عضواً مهماً في أسرتنا، ورجلاً مخلصاً في عمله. نحن جميعاً متألمون لهذا الفقد، لكنه قضاء الله وقدره. علينا أن نحول حزننا إلى طاقة إيجابية، وأن نهدي له بطاقة التأهل التي حلم بها".

المدرب البرازيلي شدد على أن روح الفريق والتكاتف هما الطريق لتجاوز المحنة، مضيفاً: “ما رأيته من شجاعة وإخلاص أثناء الحادث جعلني أقرر البقاء معكم. لن أرحل حتى نحقق ما بدأناه معاً من أجل مارسيلو ومن أجل العراق”.

استمرار التحضيرات وسط الحزن

ورغم الحزن الذي يخيم على معسكر المنتخب، قرر الجهاز الفني والإداري مواصلة التدريبات، احتراماً لروح المدرب الراحل الذي كرّس وقته وجهده لخدمة المنتخب العراقي.

وأكد باربوسا أن البرنامج الإعدادي يسير وفق الجدول المحدد، وأن الطاقم الفني يقف خلف اللاعبين بكل ما يملك من دعم نفسي وفني.

كما أعرب المدير الفني عن تمنياته بالشفاء العاجل للاعب مهند عبد الهادي، الذي يُعد من العناصر الأساسية في المنتخب، مشيراً إلى أن الجميع بانتظار عودته السريعة لاستئناف مشواره مع زملائه في تمثيل العراق خلال التصفيات القارية.

رمز للوفاء والإصرار

رحيل مارسيلو غالينا لم يكن مجرد خسارة فنية، بل صدمة إنسانية مؤلمة لمن عرفوه، إذ ترك أثراً كبيراً بشخصيته الهادئة وعمله الدؤوب والتزامه المهني، وكان نموذجاً للمدرب الذي يعامل لاعبيه كأسرة واحدة، ويرى في نجاحهم امتداداً لمسيرته الخاصة.

وإذا كان القدر قد أنهى رحلته في بغداد بشكل مأساوي، فإن إرثه المهني سيبقى محفوراً في ذاكرة اللاعبين والجهاز الفني، الذين أقسموا على مواصلة المشوار بروح مارسيلو، ورفع اسم العراق عالياً في البطولة القارية المقبلة.

حادث جامعة آشور سيبقى محطة حزينة في سجل كرة الصالات العراقية، لكنه في الوقت نفسه كشف عن عمق التلاحم الإنساني بين أفراد المنتخب، ومدى إصرارهم على تحويل الفقد إلى دافع قوي للانتصار. 

وبين دموع الفقد وعزيمة التحدي، يمضي المنتخب العراقي على درب الوفاء للمدرب الراحل، طامحاً لأن يكون التأهل لكأس آسيا أبلغ رسالة وفاء لروحه الطاهرة.