في مقابلة مطوّلة بثتها شبكة "سي بي إس" الأمريكية ضمن برنامجها الشهير "60 دقيقة"، كشف جاريد كوشنر، صهر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وستيف ويتكوف مبعوث الشرق الأوسط، تفاصيل غير مسبوقة عن اللحظات الأخيرة التي سبقت قبول إسرائيل وحركة حماس خطة إنهاء الحرب في قطاع غزة.
واستمر اللقاء نحو 55 دقيقة، أجرته المحاورة المخضرمة ليزلي ستال، وشكّل نافذة نادرة على ما دار خلف الكواليس في الأيام الحرجة قبل التوصل للاتفاق.

اتفاق تحت الضغط
أشار كوشنر إلى أن الاتفاق الذي أُعلن قبل أسبوع فقط جاء بعد شهور من المحاولات الفاشلة لوقف العدوان المستمر منذ أكثر من عامين. وأضاف أن الرئيس ترامب سأله عن مدى ثقته في نجاح المفاوضات، فأجاب "100%" لأن الفشل لم يكن خيارًا مطروحًا في تلك اللحظة.
ورغم التفاؤل، تواجه الهدنة اختبارًا عسيرًا بعدما نفذت إسرائيل غارات جديدة بدعوى خرق حماس للاتفاق.
مشاهد مروعة في غزة
وفي حديثه عن زيارته إلى غزة برفقة الجيش الإسرائيلي بعد توقيع الاتفاق، قال كوشنر إن المشهد كان "كما لو أن قنبلة نووية انفجرت هناك"، مشيرًا إلى أن السكان العائدين كانوا ينصبون خيامهم فوق أنقاض منازلهم المدمرة.
وعندما سألته ليزلي ستال إن كان يرى ما حدث "إبادة جماعية"، أجاب بالنفي مؤكدًا أنها "حرب تم خوضها"، وهو ما أكده ويتكوف أيضًا.
صعوبات المرحلة التالية
تطرق كوشنر إلى التحديات المقبلة، موضحًا أن "المرحلة الثانية من الاتفاق ستكون أكثر صعوبة"، إذ تتطلب بناء مؤسسات أمنية ومدنية "من العدم".
وأضاف أن الجهود الحالية تركز على نقل المعلومات بين إسرائيل والوسطاء وحماس، لضمان احترام الالتزامات المتبادلة، مؤكدًا أن "الطرفين يبديان حتى الآن حسن نية".
ملامح صفقة جديدة
وعن مستقبل الدولة الفلسطينية في إطار خطة ترامب، أوضح كوشنر أن الخطة "تعبّد الطريق لذلك"، مشددًا على أن الأولوية الآن هي خلق بيئة آمنة ومستقرة للإسرائيليين والفلسطينيين تمكّنهم من العيش جنبًا إلى جنب بسلام دائم.
كما كشف عن جهود أمريكية جارية لإبرام اتفاق سلام جديد بين المغرب والجزائر "خلال الشهرين القادمين".
موقف ترامب
وفي تصريحات منفصلة من الطائرة الرئاسية أثناء عودته إلى واشنطن، أكد ترامب أن وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس "لا يزال ساريا"، لكنه وصف الحركة بأنها "مشاغبة للغاية"، معربًا عن اعتقاده بأن "قيادتها لم تكن متورطة مباشرة" في الخروقات الأخيرة، مضيفًا أنه "سيرد لاحقًا" بشأن ما إذا كانت الضربة الإسرائيلية مبررة.
وبينما تبقى الهدنة قائمة تحت الاختبار، تكشف المقابلة عن عمق الدور الأمريكي في رسم ملامح المرحلة التالية في غزة، وعن محاولة إدارة ترامب استثمار هذا الاتفاق لتثبيت رؤيتها الجديدة للسلام في الشرق الأوسط.