أطلقت هيئة الأمم المتحدة للمرأة اليوم حملة "إيد بإيد"، وهي حملة إشراك مجتمعي يقودها الشباب والشابات وتُعد الأولى من نوعها، وتهدف إلى زيادة مشاركة الرجال والفتيان في مسؤوليات الأعمال المنزلية ورعاية الأطفال في جميع أنحاء المنطقة العربية.
وقد تم إطلاق الحملة بمناسبة اليوم الدولي للرعاية والدعم، الذي يُحتفل به سنويًا في 29 أكتوبر بهدف رفع الوعي بأهمية الاعتراف بالعمل الرعائي وتقديره، وتعزيز المساواة بين النساء والرجال في مسؤوليات الرعاية.
حملة “إيد بإيد”
وتستهدف حملة "إيد بإيد" الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و35 عامًا، وتضم الحملة أنشطة وفعاليات رقمية (عبر الانترنت) وأخرى ميدانية لتشجيع الرجال والفتيان على القيام بدور متساوٍ في مسؤوليات الرعاية، وتقليص الفجوة الزمنية بين النساء والرجال في الأعمال غير مدفوعة الأجر المتعلقة بالرعاية بمقدار 60 دقيقة في منطقة الدول العربية.
وفقًا لبيانات هيئة الأمم المتحدة للمرأة، تؤدي النساء على مستوى العالم أكثر من ثلاثة أرباع أعمال الرعاية المنزلية غير مدفوعة الأجر.
وفي المنطقة العربية، لا تزال النساء يقمن بعدد ساعات أكبر بكثير من الرجال في أعمال الرعاية غير مدفوعة الأجر، حيث تتراوح بين 17 و34 ساعة أسبوعيًا، مقارنةً بما بين ساعة إلى خمس ساعات أسبوعيًا يؤديها الرجال، وذلك حسب كل دولة.
شهدت فاعلية إطلاق الحملة مشاركة الدكتور معز دريد، المدير الإقليمي لهيئة الأمم المتحدة للمرأة في الدول العربية، وقادة شباب وشابات الحملة من مصر والأردن والمغرب وتونس وفلسطين، بالإضافة إلى صانع المحتوى المصري ومقدم البرامج الإذاعية محمود عبد المجيد، الذي فتح نقاشًا حول الأبوة الإيجابية ومشاركة الرجال والفتيان في مسؤوليات الأعمال المنزلية ورعاية الأطفال من خلال منصاته على وسائل التواصل الاجتماعي خلال السنوات الماضية.
في كلمته الافتتاحية أشاد الدكتور معز دوريد، المدير الإقليمي لمكتب هيئة الأمم المتحدة للمرأة في الدول العربية بدور الحملة في سعيها لمعالجة أوجه عدم المساواة في تحمل مسؤوليات الأعمال المنزلية ورعاية الأطفال، وذلك بطريقة قائمة علي الأفعال ومبتكرة .
وقال الدكتور معز دريد: “إن تقاسم المسؤوليات المنزلية بشكل متساوٍ بين الذكور والإناث هو مفتاح لتحقيق أسر ومجتمعات صحية ومزدهرة. وتُظهر بيانات هيئة الأمم المتحدة للمرأة وشركائها أن الأبوة الإيجابية والمشاركة الفاعلة من قبل الآباء تؤدي إلى تمكين أكبر للنساء والفتيات؛ كما يمكن أن تسهم بشكل إيجابي في الصحة الجسدية والنفسية للأطفال، وفي رفاه الرجال أنفسهم.”
وفي كلمته، أشار صانع المحتوى ومقدم البرامج الإذاعية محمود عبد المجيد إلى التأثير الإيجابي لمشاركة الرجال والفتيان في مسؤوليات الأعمال المنزلية ورعاية الأطفال، وكذلك دور الأبوة الإيجابية في تعزيز رفاه الأسر.
وأضاف عبد المجيد: "أريد لابني أن ينشأ وهو يعلم أن ما نقوم به في المنزل ليس مساعدة، بل هو مشاركة وتقاسم للمسؤوليات. فرعاية الأسرة ليست مهام فقط، بل هي قيمة تبدأ من اللحظات اليومية الصغيرة — من يقوم بترتيب الطاولة، من يقوم بتشغيل غسالة الملابس، من يرافق الطفل إلى تدريب كرة القدم. وإذا كان المحتوى الذي أقدمه عبر الإنترنت يُلهم حتى عددًا قليلاً من الآباء والأبناء لفعل الشيء نفسه، فأنا فخور بهذه التحولات في ثقافتنا."
من المتوقع أن تصل حملة "إيد بإيد" إلى ملايين الأشخاص، الذين سيتأثرون بأفعال الشباب من الرجال والنساء من مختلف أنحاء المنطقة العربية المشاركين في الحملة. وتشمل هذه الحملة لقاءات شخصية، وفعاليات من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، ووسائل الإعلام الجماهيرية.
وتُعد فيديوهات التجربة الاجتماعية التي تم تصويرها في مصر والأردن والمغرب من أبرز المخرجات الإبداعية للحملة، حيث تُظهر عائلات شاركت في مسؤوليات الأعمال المنزلية ورعاية الأطفال، متحدية بذلك أفكارهم النمطية حول أدوار الرعاية. كما تم إنشاء منصة رقمية يقودها الشباب والشابات وقائمة علي الأفعال، وذلك بهدف توفير مساحة رقمية لمتابعة وتوثيق مساهمات المشاركة في مسؤوليات أعمال الرعاية غير مدفوعة الأجر، وتمكين الرجال والفتيان من مشاركة قصصهم الشخصية في مجال الرعاية الأسرية.
تأتي هذه الحملة الإقليمية بدعم من برنامج "تَقدِر" الإقليمي، وهو مبادرة من هيئة الأمم المتحدة للمرأة وشركائها، بتمويل من الوكالة السويدية للتعاون الإنمائي الدولي (Sida)، والوكالة الألمانية للتعاون الإنمائي (GIZ)، ووكالة التعاون الإنمائي في إقليم الباسك.

