قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
عاجل
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

خلافات بسبب المناصب.. اشتباك أمام الكاميرا بين وزيرين في حكومة نتنياهو

اشتباكات وشتائم بين وزيرين في حكومة نتنياهو
اشتباكات وشتائم بين وزيرين في حكومة نتنياهو

شهدت أروقة «المؤتمر الصهيوني العالمي» في القدس، مساء أمس الأربعاء، مواجهة صاخبة كادت تتطور إلى اشتباك جسدي بين وزير الثقافة والرياضة الإسرائيلي ميكي زوهار، من حزب الليكود، ووزير النقب والجليل يتسحاق فاسرلاوف، من حزب «عظمة يهوديت» المتطرف بزعامة إيتمار بن غفير، في مشهد يعكس عمق التصدع داخل ائتلاف اليمين الحاكم بقيادة بنيامين نتنياهو.

وأظهر مقطع مصور انتشر سريعًا على وسائل الإعلام الإسرائيلية ومواقع التواصل الاجتماعي لحظة اقتحام فاسرلاوف القاعة التي كان يجتمع فيها زوهار مع ممثلين من أحزاب الائتلاف والمعارضة ضمن جلسات المؤتمر، قبل أن يصرخ في وجهه متهمًا إياه بـ«التحالف مع اليسار والإصلاحيين ضد شركائه الطبيعيين في اليمين»، بحسب صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية.

وقال فاسرلاوف في خضم المشادة: «أنت تسير مع ييش عتيد ومع الإصلاحيين! هذا عار! كل تصرفاتك مخزية!».

ورد عليه زوهار بغضب: «أنتم لستم يمينًا، أنتم تهاجمون الجميع وتعملون ضد الحكومة! أنتم متطرفون لا تعرفون سوى العداء!».

وبحسب شهود عيان، تبادل الطرفان الشتائم وسط محاولات من الحضور للفصل بينهما بعد أن كادت المشادة تتحول إلى عراك بالأيدي.

وجاءت هذه المواجهة على خلفية توزيع المناصب داخل مؤسسات «المنظمة الصهيونية العالمية»، حيث يتهم حزب «عظمة يهوديت» حزب الليكود بإقصائه من المناصب التنفيذية المهمة في الاتفاق الائتلافي المتعلق بإدارة المؤسسات الوطنية اليهودية.

وقال فاسرلاوف في منشور عبر منصة «إكس»: «إن المقاطعة القبيحة التي قادها ميكي زوهار بالتحالف مع ييش عتيد وميرتس وحزب الإصلاحيين ضد حزبنا تشكل سابقة خطيرة في تاريخ المنظمة الصهيونية، التي اعتادت على ائتلافات جامعة. ما فعله الليكود وصمة عار».

في المقابل، رد الوزير زوهار بتصريح رسمي قال فيه إن «إحباط بن غفير وحزبه من فشلهم في المفاوضات واضح للعيان»، مشيرًا إلى أن توزيع المناصب داخل المؤتمر تم «وفقًا لعدد المندوبين ونِسب تمثيل الأحزاب»، وأن «أحزاب اليمين الأخرى وقعت على الاتفاق وهي راضية عن نتائجه».

وأضاف زوهار أن «حزب عظمة يهوديت لم يحصل على ما يريد ببساطة لأنه لم يملك عددًا كافيًا من المندوبين»، مؤكدًا أن «اليمين الصهيوني حقق مكاسب مهمة في هذا الاتفاق الذي سيساهم في تطوير الحركة الصهيونية خلال الفترة المقبلة».

يأتي هذا الاشتباك في وقت يواجه فيه الائتلاف الحكومي برئاسة نتنياهو تصدعات متزايدة بين مكوناته اليمينية، خصوصًا بين حزب الليكود بزعامة نتنياهو وحزب «عظمة يهوديت» بزعامة بن غفير، على خلفية خلافات حول توزيع المناصب والسيطرة على المؤسسات الدينية والثقافية والإدارية.

ويرى مراقبون أن ما حدث يعكس صراعًا أعمق حول النفوذ داخل المعسكر اليميني، خاصة بعد تزايد الانتقادات من قبل بن غفير ضد أداء الحكومة في ملفات الأمن والميزانيات المخصصة للمستوطنات.

ويشير المحللون إلى أن المؤتمر الصهيوني العالمي أصبح ساحة رمزية لصراع السيطرة على الرواية الصهيونية ومفاتيح التأثير داخل الشتات اليهودي، وهو ما يفسر حدة التوتر بين وزراء يفترض أنهم ينتمون إلى المعسكر ذاته.

ووضع المشهد الذي التقطته الكاميرات نتنياهو في موقف محرج أمام الرأي العام، خصوصًا أن المواجهة وقعت في حدث دولي حضره ممثلون عن الجاليات اليهودية من مختلف أنحاء العالم، ما أظهر تفكك صفوف الحكومة الإسرائيلية في لحظة تحاول فيها تل أبيب الترويج لوحدتها أمام التحديات الإقليمية والدبلوماسية.