قال وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في مقال لوكالة أنباء الشرق الأوسط عن افتتاح المتحف المصري الكبير : جسد افتتاح المتحف المصري الكبير لحظةً فارقة في الوعي الجمعي بتاريخنا الإنساني وإرثنا الحضاري قبل أن يكون حدثاً ثقافياً أو احتفاءً عمرانياً.
فهو يبرز روح الاستمرارية الوثيقة بين قراءة التاريخ وصياغة المستقبل ، إذ يمنح الأجيال نافذةً وضاءةً تطل منها على عبقرية المصريين الذين صاغوا أبرز مفهومٍ للحضارة الخالدة، وأصلوا لحوار ثقافي علمي معماري أبدي يصل الإنسان في كل العصور مع الإنجاز الأزلي لحضارة تلألأت في سماء الوعي الإنساني عبر العصور .
إن المتحف المصري الكبير بما يحويه من كنوز تاريخية وأيقونات للفكر والعلم والإبداع، لا يُخاطب الزائر فحسب، بل يخاطب الباحث والعالم وصانع المستقبل. ليفتح أمام الدارسين فى علوم المصريات والشغوفين بالتراث العالمى ساحةً رحبةً لإعادة فهم سبل تلاقى الفنون والعلوم فى وجدان أمةٍ علمت البشرية معنى الخلود.
وفي عصرٍ تتسارع فيه التطورات التقنية وتترى فيها التطبيقات التكنولوجية وتتشكل فيه أنماطاً جديدةً للمعرفة وصياغة الهوية، تزداد حاجتنا إلى رباطٍ وثيق بجذورنا الأولى. فالمستقبل لا يصنعه من يركض وراء التقدم فحسب، بل من يفهم التاريخ ويستلهم من عبقريته ليمنحه روحاً ومعنى. فالتقدم بلا ذاكرة التاريخ، يفقد جوهره وبصيرته.
من هذا المنطلق فإن افتتاح المتحف المصرى الكبير - درة المتاحف وأبهاها تألقاً - ليس احتفالً بالماضى فسحب، بل تأسيسٌ لمستقبلٍ أكثر وعياً بمكامن تفرد حضارتنا، يعيد تعريف العلاقة بين التراث والتقدم، بين العلم والهوية، وبين مصر والعالم… لتظل مصر تؤكد أنها بحق "أم الدنيا".