يُعرف الليمون بكونه أحد أكثر الفواكه فائدة وانتشارًا، إذ يُستخدم في الطعام والشراب والعلاج المنزلي، بل وحتى في مستحضرات العناية بالبشرة، فهو غني بفيتامين «سي» ومضادات الأكسدة التي تدعم جهاز المناعة وتُحسّن من صحة الجلد والهضم، ومع ذلك فإن الإفراط في تناوله قد يسبب آثارًا جانبية لا يُستهان بها على المدى الطويل، وذلك وفقًا لتقرير تم نشره في موقع Everyday Health.
القيمة الغذائية: مصدر طبيعي للطاقة والمناعة
يتميّز الليمون بتركيبته الغذائية الفريدة، إذ تحتوي الثمرة الصغيرة الواحدة على نحو ثلث احتياجات الجسم اليومية من فيتامين «سي»، إلى جانب كميات معتدلة من الكالسيوم والبوتاسيوم والمغنيسيوم.
كما يسهم تناول عصير الليمون في تعزيز امتصاص الحديد النباتي وتحفيز إنتاج الكولاجين، مما يمنح البشرة مرونة ونضارة طبيعية.
ويُوصي الخبراء بتناوله ضمن نظام غذائي متوازن، نظرًا لأن فيتامين «سي» لا يُخزَّن في الجسم لفترات طويلة، ما يجعل الحصول عليه يوميًا بكميات معتدلة أمرًا ضروريًا.
الحموضة ومشكلات الفم: أثر غير متوقع
على الرغم من فوائد الليمون المتعددة، إلا أن خصائصه الحمضية قد تترك آثارًا ضارة على الفم والأسنان.
فبحسب جمعية طب الأسنان الأمريكية (ADA)، فإن الحمض الطبيعي الموجود في الليمون يُضعف مينا الأسنان مع مرور الوقت، ما يزيد من خطر الحساسية والتسوس.
ولذلك يُنصح بتناوله أثناء الوجبات وليس على معدة فارغة، مع شرب الماء بعده لتقليل أثر الحموضة وحماية الأسنان من التآكل.
اضطرابات المعدة: الحذر واجب
يشير خبراء مايو كلينك إلى أن الأطعمة الحمضية مثل الليمون قد تُفاقم أعراض الحموضة المعوية أو الارتجاع المعدي لدى بعض الأشخاص، خاصة أولئك الذين يعانون من حساسية المعدة أو اضطرابات الجهاز الهضمي.
لذا يُستحسن الحد من تناوله أو تخفيفه بالماء لتقليل تركيز الأحماض التي قد تهيّج بطانة المعدة.
حميات «الديتوكس»: خرافة في ثوب صحي
في السنوات الأخيرة، انتشرت حميات تعتمد على عصير الليمون أساسًا لما يُعرف بـ«حمية التخلص من السموم» أو الماستر كلينس، بدعوى أنها تساعد الجسم على طرد السموم وفقدان الوزن بسرعة.
غير أن الباحثين في جامعة شيكاغو للطب يؤكدون أن هذه الحميات تفتقر إلى الأساس العلمي، فالجسم يمتلك بالفعل أجهزة طبيعية للتخلص من السموم، تتمثل في الكبد والكليتين.
كما أن الاعتماد على عصير الليمون فقط يحرم الجسم من العناصر الغذائية الضرورية كالبروتينات والمعادن، مما يؤدي إلى اختلال في التوازن الغذائي العام.
حين يصبح القليل كثيرًا
يُعتبر الليمون مدرًّا طبيعيًا للبول، وهو ما قد يفيد أحيانًا في تقليل احتباس السوائل بالجسم، لكن عيادة كليفلاند تحذر من أن الإفراط في تناوله قد يؤدي إلى فقدان بعض المعادن المهمة، خاصة إذا لم يتم تعويض ذلك بشرب كميات كافية من الماء.
لذا يبقى الاعتدال هو القاعدة الذهبية في استهلاك الليمون، بحيث نحصل على فوائده دون التعرض لمضاعفاته.

