نفّذ الدكتور محمود الهوَّاري، الأمين العام المساعد للدعوة والإعلام الديني بمجمع البحوث الإسلامية، اليوم الإثنين، جولةً ميدانيَّةً موسَّعةً في محافظة شمال سيناء، شملت عددًا من الجامعات والهيئات المجتمعية، وذلك في إطار جهود الأزهر الشريف لتعزيز الوعي الدِّيني والفكري لدى الشباب، ودعم العمل الإنساني في المحافظة وبتوجيهات من د. محمد الجندي، الأمين العام لمجمع البحوث الإسلاميَّة.
الأمين المساعد للدعوة بالبحوث الإسلامية ينفذ جولة دعوية بشمال سيناء
بدأت الجولة بزيارة جامعة العريش؛ إذِ التقى الدكتور محمود الهوَّاري الدكتور حسن الدمرداش، رئيس الجامعة، وبحثا سُبل التعاون في مجالات التوعية الفكريَّة والدِّينيَّة داخل الجامعة.
وعقب اللقاء، ألقى الدكتور الهوَّاري محاضرة عِلميَّة لطلاب الجامعة، تناول خلالها عددًا من القضايا التي تمسُّ جوهر الوعي المعاصر، مؤكِّدًا أنَّ معركة الوعي اليوم لا تقل أهمية عن أي معركة أخرى.
وتناول الشبهات الإلحاديَّة ودحضها بالحُجَّة والبرهان، لافتًا إلى أنَّ هناك محاولاتٍ لمسح هُويَّة الشباب، ولذلك فإنَّ الإيمان ضروري لحماية الوعي والفكر، موضِّحًا أنَّ مواجهة الإلحاد تبدأ بالفهم الرشيد، وأنَّ الحريَّة في الإسلام ليست انفلاتًا بل مسئوليَّة تُصان بها الكرامة الإنسانية ومصلحة المجتمع، وأن العبودية لله شرف يحرِّر الإنسان من الخضوع لغير خالقه، فيما يشكّل الإيمان قوة دافعة لبناء شخصيَّة مستقرة وواثقة.
وشهدت الندوة تفاعلًا كبيرًا من الطلاب الذين طرحوا أسئلة متعددة حول قضايا الفكر والهُوية، فيما حرص الدكتور محمود الهوَّاري على الإجابة عنها بموضوعية ومنهج علمي واضح.
وانتقل الأمين العام المساعد للدعوة والإعلام الدِّيني بعد ذلك إلى جامعة سيناء؛ إذْ ألقى محاضرة عِلميَّة بعنوان: (مركزيَّة الأخلاق في التصوُّر الإسلامي)، مشدِّدًا على أنَّ الأخلاق لا تقل أهميَّة عن العبادات، وأن من يقول خلاف ذلك يريد خداع الشباب، مشيرًا إلى أنَّ الشاب المسلم مكرَّم ومكلَّف ومحاسَب، وأن الأخلاق والعبادة «توأمان» في التصور الإسلامي لا ينفصلان أبدًا.
وأكد أنَّ عَلاقة الإنسان بربِّه وبنفسه وبغيره وبالكون من أهم القضايا التي أولتها الشريعة عناية خاصَّة، وأنَّ قيم الإنسانية والتسامح والعفو والوفاء راسخة في الهُويَّة الإسلاميَّة وليست طارئة على الشخصيَّة المسلمة.
ولاقت الندوة تفاعلًا واسعًا من طلاب الجامعة الذين ناقشوا مع الدكتور الهوَّاري سُبل ترجمة هذه القيم عمليًّا في حياتهم اليوميَّة.
واختُتمت الجولة بزيارة الهلال الأحمر المصري بشمال سيناء؛ إذْ التقى الدكتور محمود الهوَّاري الدكتور خالد زايد، رئيس مجلس الإدارة الفرع.
وفي مستهل اللقاء، نقل الدكتور الهوَّاري تحيات الأزهر الشريف للعاملين بالمؤسسة، معربًا عن تقديره لجهودهم الإنسانيَّة وخدماتهم التي تُقدَّم للمجتمع، لا سيَّما ما يتعلَّق بدعم الأشقاء في غزَّة.
ثم رافقه رئيس مجلس الإدارة في جولة داخل الأقسام المختلفة؛ إذِ اطَّلع الأمين العام المساعد للدعوة والإعلام الدِّيني على التجهيزات وآليَّات العمل المتعلقة بالمساعدات، وبحث الجانبان فَتْح آفاق جديدة للتعاون بين الأزهر الشريف والهلال الأحمر في عدد من المشروعات ذات الطابع الإنساني والخدمي.



