أكد الدكتور محمد العزبي، خبير العلاقات الدولية، أن الفترة المقبلة قد تشهد تحركًا عسكريًا إسرائيليًا واسعًا داخل الأراضي العراقية يستهدف الميليشيات الموالية لإيران، وعلى رأسها ميليشيا الحشد الشعبي، وذلك عقب سلسلة الاغتيالات التي طالت قيادات بارزة في الحرس الثوري خلال الأشهر الأخيرة.
الضربات الإسرائيلية السابقة
وأوضح العزبي في مداخلة هاتفية لبرنامج "خط أحمر" الذي يقدمه الإعلامي محمد موسى على قناة الحدث اليوم، أن ما يُتداول ليس مجرد تكهنات، بل هو سيناريو مطروح بقوة في ضوء الضربات الإسرائيلية السابقة التي طالت الحوثيين في اليمن وميليشيا حزب الله في لبنان، معتبرًا أن هذه العمليات تمثل نهجًا ثابتًا لتقليص نفوذ طهران في المنطقة.
وأشار الخبير الدولي إلى أن ما تبقى من الميليشيات المرتبطة بإيران في الإقليم هي ميليشيا الحشد الشعبي في العراق، وهو ما يجعلها الهدف التالي المحتمل ضمن استراتيجية إسرائيلية تستهدف تطويق النفوذ الإيراني وإضعاف شبكته العسكرية خارج الحدود.
اعتداءً صارخًا على سيادة دول عربية
ولفت العزبي إلى أن تلك التحركات تمثل في جوهرها اعتداءً صارخًا على سيادة دول عربية، تمامًا كما جرى في لبنان، الذي يشهد في الوقت الحالي قصفًا إسرائيليًا مكثفًا يستهدف مناطق الجنوب بشكل يومي. وتساءل عن غياب الموقف العربي الموحد تجاه التصعيد العسكري المتكرر على الأراضي اللبنانية.
كما تناول العزبي التحركات الإسرائيلية الأخيرة تجاه سوريا، مؤكدًا أن زيارة نتنياهو إلى المنطقة الحدودية قرب دمشق، وما أعقبها من ضربات جوية، تعكس توسعًا إسرائيليًا في اختراق الأجواء السورية في ظل غياب ردع إقليمي قادر على كبح التصعيد.
وختم الخبير الدولي بالقول إن استمرار هذه العمليات يُمكن إسرائيل من ترسيخ نفوذها وتعزيز حضورها العسكري في الإقليم، فيما تحتاج الدول العربية إلى مراجعة شاملة لسياساتها تجاه الانتهاكات المتلاحقة التي تستهدف أمن وسيادة دول المنطقة.

