قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إنه يعتزم التواصل مع زعيمي تايلاند وكمبوديا بعد تجدد الاشتباكات الحدودية بين البلدين، وهي واحدة من ثمانية صراعات يقول الرئيس الأمريكي إنه أنهَاها بتهديدات بفرض رسوم جمركية، ضمن سياسة إدارته المعروفة بـ"السلام بالقوة".
اشتباكات تايلاند وكمبوديا
واندلعت معارك بين الجارتين في جنوب شرق آسيا خلال عطلة نهاية الأسبوع على طول حدودهما الممتدة لمسافة 800 كيلومتر، حيث تبادل الجانبان نيران المدفعية، فيما استخدمت تايلاند طائرات إف-16 المقاتلة بعد اتهام كمبوديا بإطلاق صواريخ على مناطق مدنية، بحسب ما أفادت به وكالة بلومبرج للأنباء.
وقال ترامب في فعالية مساء الثلاثاء في بنسلفانيا: "غدًا سأجري مكالمة هاتفية" مع كلا البلدين.
تاريخ الخلافات بين تايلاند وكمبوديا
تمتد الحدود البرية المشتركة بين تايلاند وكمبوديا على مسافة تزيد عن 817 كيلومترًا (508 أميال)، وقد شهدت صراعاتٍ لأكثر من قرن وتُنازع السيادة منذ أن رسمت فرنسا، التي احتلت كمبوديا حتى عام 1953، أول خريطة للحدود عام 1907.
وتصاعدت التوترات تصاعدت بشكل ملحوظ في عام 2025 ففي مايو الماضي، أشعلت اشتباكات في المنطقة، أسفرت عن مقتل جندي كمبودي، مشاعر قومية لدى الجانبين، ما دفع الحكومتين إلى الرد.
فرضت تايلاند قيودًا حدودية مشددة، بينما حظرت كمبوديا بث الأفلام التايلاندية، واستيراد الفاكهة والخضراوات والغاز والوقود التايلاندي.
ثم في يوليو ، اندلعت أسوأ اشتباكات منذ عقد، استمرت خمسة أيام، بعد أن داس جندي تايلاندي على لغم أرضي في منطقة متنازع عليها.
قُتل ما لا يقل عن 48 شخصًا، وأُجبر أكثر من 300 ألف على الفرار من ديارهم وقد تفاقمت حدة الصراع بسبب خلافات بين اثنين من القادة السياسيين السابقين في كمبوديا وتايلاند.
انتهت الحرب التي استمرت خمسة أيام باتفاق سلام هشّ توسط فيه الرئيس ترامب، ووُقّع في ماليزيا في أكتوبر لكن التوترات لا تزال قائمة ففي نوفمبر ، علّقت تايلاند وقف إطلاق النار بعد أن تسبب انفجار لغم أرضي على الحدود في إصابة جندي تايلاندي آخر ووقع اشتباك بعد يومين أسفر عن مقتل مدني كمبودي وإصابة ثلاثة آخرين.
ومنذ ذلك الحين، شنت تايلاند غارات جوية على طول الحدود، مما أدى إلى تجدد القتال الذي امتد على طول الحدود، حيث قُتل سبعة مدنيين وأُصيب 20 آخرون في كمبوديا، وتأكد مقتل ثلاثة جنود تايلانديين ويتبادل الطرفان الاتهامات بخرق وقف إطلاق النار.





