أكد أحمد أبو الغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية، أن اللغة العربية تمثل إحدى الركائز الأساسية للهوية العربية، ووعاءً جامعًا للفكر والثقافة والحضارة الإنسانية، مشددًا على أن صونها وتطويرها مسؤولية جماعية تتطلب تضافر الجهود الرسمية والمجتمعية.
جاء ذلك خلال تغريدة لأبو الغيط على منصة (x) بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي للغة العربية الذي يوافق 18 ديسمبر، حيث أوضح أن اللغة العربية لم تكن يومًا مجرد وسيلة للتخاطب، بل حملت عبر العصور ذاكرة أمة كاملة، وأسهمت في نقل المعارف والعلوم، وشكّلت جسرًا للتواصل بين الحضارات والثقافات المختلفة.
وأشار الأمين العام إلى أن الاحتفاء باللغة العربية يجدد الالتزام بتعزيز حضورها في مجالات التعليم، والبحث العلمي، والإعلام، والتكنولوجيا الحديثة، بما يواكب متطلبات العصر الرقمي، ويحافظ في الوقت ذاته على أصالتها وثرائها.
وأضاف أبو الغيط أن جامعة الدول العربية تولي اللغة العربية اهتمامًا خاصًا، إيمانًا بدورها المحوري في ترسيخ الانتماء وتعزيز الهوية الثقافية، ودعم مسارات التنمية المستدامة، والحوار بين الثقافات، مؤكدًا أن قوة اللغة من قوة أهلها، وأن الحفاظ عليها هو حفاظ على الذاكرة والتاريخ والمستقبل.
واختتم الأمين العام كلمته بالتأكيد على أهمية تمكين الأجيال الجديدة من أدوات اللغة العربية، لضمان استمرارها لغةً حية قادرة على التعبير عن طموحات الشعوب العربية ومواكبة التحولات المتسارعة في العالم المعاصر.
اليوم العالمي للغة العربية
كانت الأمانة العامة لجامعة الدول العربية، احتفلت، اليوم الخميس، باليوم العالمي للغة العربية، الذي يوافق 18 ديسمبر من كل عام، وذلك في احتفالية كبرى نُظمت بالتعاون مع مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية، تحت شعار: «تعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها – السياق والمنجزات»، تزامناً مع الذكرى السنوية لقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم (3190) باعتماد اللغة العربية لغةً رسميةً عالمية.
وجاءت هذه الاحتفالية ثمرة تعاون استراتيجي بين الأمانة العامة والمجمع، في إطار حرصهما على إبراز مكانة اللغة العربية بوصفها لغة حية وقوة ناعمة فاعلة، قادرة على استيعاب الثقافات المتعددة ومد جسور التواصل الحضاري بين الشعوب، وليس باعتبارها مجرد إرث تاريخي عريق.
وشهدت القاعة الكبرى بمقر الأمانة العامة حضوراً دبلوماسياً وثقافياً رفيع المستوى، تقدمه عدد من أصحاب المعالي السفراء وممثلي البعثات الدبلوماسية الأجنبية المعتمدة، في دلالة واضحة على تنامي الاهتمام الدولي باللغة العربية ودورها في الحوار الحضاري العالمي.
كما تميزت الفعالية بحضور قامات دينية وثقافية بارزة، من بينهم فضيلة الدكتور نظير عياد، مفتي الديار المصرية، وممثل الكنيسة المصرية، والقمص تادرس دانيال أستاذ اللغة العربية بالكلية الإكليريكية اللاهوتية، إلى جانب وفد رفيع من «بيت العائلة المصرية» وعلماء الأزهر الشريف، في مشهد يعكس وحدة النسيج الوطني ويؤكد أن اللغة العربية تمثل وعاءً جامعاً للهوية الثقافية بمختلف أطيافها.