يبدأ الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء زيارته غدا بدولة لبنان وسط علاقات تتميز بعمقها التاريخي بين البلدين حيث تطورت العلاقات المصرية اللبنانية في مختلف المجالات الاقتصادية والاستراتيجية والاجتماعية .
- زخم شديد في العلاقات
وكان قد أكد الدكتور مصطفى مدبولي في تصريحات سابقة أن هناك زخما شديدا تشهده العلاقات الثنائية بين البلدين، لافتا في هذا السياق إلى اللقاءات التي تمت بين القيادة السياسية بالبلدين لمناقشة ملفات التعاون الثنائية المشتركة، ومشيرًا كذلك إلى أن هناك زخما في اللقاءات التي يتم عقدها على المستوى الوزاري في البلدين.
وأكد الدكتور مصطفى مدبولي دعم مصر الكامل لموقف لبنان، قائلًا: نحن داعمون للجهود السياسية والدبلوماسية التي تستهدف تحقيق الاستقرار السياسي والاقتصادي في البلاد. كما أكد الدعم المصري لجهود لبنان لتحقيق نهضة حقيقية في كافة المجالات.
- تلبية متطلبات لبنان
وقال: نحن على أتم الاستعداد لتلبية أي متطلبات من الجانب اللبناني بما يخدم استقرار وتقدم لبنان خلال الفترة المقبلة، ونحن نتابع كل ما يحدث في لبنان ونتابع الوضع الأمني ونرفض أي تواجد إسرائيلي على الأراضي اللبنانية، وندعمكم لاتخاذ الخطوات اللازمة لتثبيت الوضع القائم في لبنان.
وأضاف: نعي جيدا احتياجات لبنان في ملف الطاقة، وأعرف مدى أهمية هذا الملف للشعب اللبناني، لذا نعتزم زيادة التعاون فيما بيننا في هذا القطاع المهم خلال الفترة المقبلة.
وأشار رئيس الوزراء إلى أن التبادل التجاري بين البلدين وصل إلى مليار دولار خلال العام الماضي، مؤكدا أن لدينا إمكانات كبيرة لمضاعفة هذا الرقم، وهذا لن يتحقق إلا بجهود القطاع الخاص من البلدين، موضحًا أن هذا الملف سيكون ذا أولوية للمجموعة الاقتصادية خلال الفترة المقبلة، لتشجيع الشركات المصرية على زيادة حركة التبادل التجاري بين مصر ولبنان، فضلًا عن دعم الاستثمارات المشتركة في البلدين، مؤكدا أن مجال الأدوية سيكون أحد المجالات الواعدة في هذا الإطار.
ومن جانبه أكد رئيس الوزراء اللبناني نواف سلام علي عمق العلاقات الثنائية المصرية اللبنانية التي تمتد لسنوات طويلة، مشيدا بالتعاون المصري اللبناني في مجال الطاقة
- توقيع 15 اتفاقية بين البلدين
كما تم توقيع 15 اتفاقية الشهر الماضي بالقاهرة بين البلدين في مجالات مختلفة، تشمل: التجارة، والاستثمار، والأمن الغذائي، وسلامة الغذاء، والكهرباء والطاقة المتجددة، والصناعة، والبترول والغاز، وإعادة الإعمار.
مواقف مصر بشأن الأوضاع اللبنانية
وقد ساندت مصر عملية السلام إلى أن انسحبت القوات الإسرائيلية من لبنان فى عام 2000.
وتستند العلاقات المصرية اللبنانية على عدة أسس منها تأكيد سياسات مصر القومية في مختلف القضايا والدول العربية، ومواقف مصر الثابتة بشأن الأوضاع اللبنانية والتي عبر عنها الرئيس عبد الفتاح السيسي، في أكثر من مناسبة استقبل فيها مسئولين لبنانيين، فقد احتلت مسألة إنهاء الفراغ الرئاسي في لبنان المحور الأهم في حديث أطراف الطاولة، حيث أكد الوزير سامح شكري وزير الخارجية السابق، على اهتمام مصر البالغ بانتخاب رئيس للجمهورية اللبنانية يتفق عليه اللبنانيون في أسرع وقت، رابطاً بين هذا الأمر وبين تفعيل عمل كافة مؤسسات الدولة اللبنانية وتجنيب لبنان مخاطر الصراعات والتجاذبات الإقليمية بغية ضمان استقراره وحفاظا على مصلحة شعبه الشقيق.
كما تتسم العلاقات المصرية اللبنانية بجذورها التاريخية، وتتميز دائما بالتوافق التام تجاه القضايا السياسية المطروحة على الساحة، بالإضافة إلى أن دور مصر مرحب به من جانب الأطياف والقيادات اللبنانية تجاه معظم القضايا الراهنة بالمنطقة.
وتعتبر مصر من اول الدول العربية التى اعترفت باستقلال لبنان فى الأربعيات، وشكلت القاهرة مركزاً للتفاوض على استقلال لبنان، واستضافت اجتماعا حضره كل من الرئيس بشارة الخورى و رياض الصلح برعاية رئيس وزراء مصر الأسبق مصطفى النحاس باشا فى الأربعنيات ونتج عن الاجتماع إعلان التحالف بين الخورى والصلح وصياغة الميثاق الوطني، الذى أسس نظام الحكم فى لبنان فى مرحلة ما بعد انتهاء الانتداب الفرنسي.