لم يكن مشهد تتويج المنتخب المغربي بلقب كأس العرب مجرد لحظة فرح عابرة بل تحوّل إلى محطة وداع مؤثرة لأحد أبرز المهاجمين في تاريخ الكرة المغربية عبد الرزاق حمدالله الذي اختار أن يضع نقطة النهاية لمسيرته الدولية في توقيت يحمل الكثير من الدلالات بين الفرح بالإنجاز والحزن على سنوات تأخرت فيها الفرصة.
وداع على منصة التتويج
عقب النهائي، أعلن عبد الرزاق حمدالله رسميًا اعتزاله اللعب الدولي مؤكدًا أن مباراة التتويج أمام الأردن والفوز بكأس العرب كانت الأخيرة له بقميص المغرب في قرار فاجأ البعض، لكنه حمل قدرًا كبيرًا من الرضا الشخصي للاعب، الذي رأى في هذا اللقب تعويضًا عن سنوات صعبة مر بها مع المنتخب المغربي.
وقال حمدالله إن حلمه كان دائمًا أن يُمنح الثقة في وقت مبكر وأن يُقدَّر عطاؤه الفني، لكن الاعتراف بقيمته جاء متأخرًا وإن كان ختام المشوار بلقب قاري قد جعل النهاية أكثر عدالة.

ثنائية الحسم وبصمة الوداع
في المباراة النهائية فى بطولة كأس العرب أمام الأردن .. قدّم حمدالله مثالًا حيًا على قيمة اللاعب الكبير حين شارك كبديل ونجح في تسجيل هدفين حاسمين قادا المغرب للفوز والتتويج، ليؤكد مرة أخرى أنه مهاجم لا يحتاج سوى لحظة واحدة ليغيّر مسار المباريات، وأن حضوره لا يُقاس بالدقائق بل بالتأثير.

مسيرة دولية متقلبة
عرفت رحلة حمدالله مع المنتخب المغربي الكثير من الجدل حيث سبق له إعلان الاعتزال الدولي عام 2019 بعد استبعاده من قائمة كأس أمم إفريقيا قبل أن يعود مجددًا لصفوف المنتخب .. ورغم قلة مشاركاته مقارنة بقيمته التهديفية، كان حاضرًا ضمن الجيل التاريخي الذي حقق المركز الرابع في كأس العالم 2022 فى النسخة التى أقيمت فى قطر وتوجت بها الأرجنتين.
وخلال مسيرته الدولية، خاض حمدالله 27 مباراة دولية سجل خلالها 7 أهداف أرقام لا تعكس بالضرورة حجم موهبته لكنها تختصر مسيرة لم تخلُ من التحديات.

إنجازات وإنسانية
لم تقتصر لحظة الوداع على الجانب الرياضي فقط، بل حملت بعدًا إنسانيًا حيث أهدى حمدالله اللقب إلى العاهل المغربي الملك محمد السادس كما أعلن عن تقديمه رفقة عدد من زملائه، مساعدات مالية لأسر ضحايا الأحداث الأخيرة في مدينة آسفي في لفتة لاقت احترامًا واسعًا.

مسيرة أندية حافلة بالأهداف
على مستوى الأندية .. يُعد عبد الرزاق حمدالله أحد أبرز الهدافين في الكرة العربية خلال العقد الأخير وانتقل بين عدة محطات بارزة من بينها أولمبيك آسفي، أليسوند النرويجي، قوانغجو الصيني، الجيش القطري، الريان، النصر السعودي، الاتحاد السعودي، وصولًا إلى محطته الحالية مع نادي الشباب السعودي.

وحقق حمدالله أرقامًا تهديفية استثنائية، خاصة في الدوري السعودي، حيث حصد لقب الهداف أكثر من مرة، وأسهم في تحقيق بطولات محلية كبرى، ليصنف كواحد من أخطر المهاجمين في المنطقة.


