قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

هل يُحاسَب الإنسان على كراهية لأحد في قلبه؟ يسري جبر يجيب

يسري جبر
يسري جبر

قال الدكتور يسري جبر، من علماء الأزهر الشريف، إن الله سبحانه وتعالى لا يُحاسِب العبد على المشاعر القلبية التي لا يملكها، من حب أو كراهية، موضحًا أن الكراهية أو الزعل الذي يشعر به الإنسان تجاه شخص ظلمه ظلمًا شديدًا لا يُؤاخَذ عليه شرعًا، ما دام لم يتحول هذا الشعور إلى أذى أو ظلم أو اعتداء. 

وبين أن الحساب الإلهي يكون على التفاعل مع هذه المشاعر، لا على وجودها في القلب، مشيرًا إلى أن الإنسان قد يكره شخصًا، لكنه يلتزم بعدم إيذائه، ولا يغتابه، ولا يظلمه، بل قد يؤدي حقه إن طلب منه النصيحة، وفي هذه الحالة لا يكون عليه إثم.

واشار خلال تصريح له، الى أن الوجدانيات القلبية أمور لا إرادية، كالحب والكراهية، ولا يُحاسَب الإنسان عليها، وإنما يُحاسَب على الأفعال الإرادية الناتجة عنها، فإذا تحولت الكراهية إلى ظلم أو سبّ أو أذى، هنا تقع المحاسبة، أما إن كفّ الإنسان أذاه عن الناس، ولم يعتدِ على أحد، فلا إثم عليه، حتى وإن لم يستطع المسامحة.

ونوه أن العفو والمسامحة منزلة عالية، ومن سامح نال أجرًا ومكافأة من الله، لكن من لم يستطع المسامحة، ولم يظلم، ولم يؤذِ، فلا يُعاقَب.

وشدد على أن الأساس في التعامل بين الناس هو كفّ الأذى عن المسلمين، سواء أحببتهم أو كرهتهم، لأن الله سبحانه وتعالى لا يسأل العبد: لماذا كرهت فلانًا؟ وإنما يسأله: لماذا ظلمته؟ لماذا شتمته؟ لماذا آذيته؟ مؤكدًا أن من أعظم صور العبادة الحقيقية اجتناب المحرمات، ومن أخطر المحرمات التعدي على المسلم في دمه أو ماله أو عرضه، فحرمة المسلم أعظم من حرمة الكعبة.

وأوضح أن المطلوب من المسلم، حتى مع من ظلمه ولم يستطع مسامحته، ألا يؤذيه، بل يدعو له بالهداية والتوبة قبل الموت، محذرًا من الغل وتمني الانتقام والدعاء بالهلاك، لأن هذا يتنافى مع أخلاق الإسلام. واستشهد بسيرة النبي صلى الله عليه وسلم، الذي تعرض للأذى من أهل مكة والطائف، ومع ذلك كان يدعو لهم ويقول: «اللهم اهدِ قومي فإنهم لا يعلمون»، داعيًا إلى التعلم من خُلق النبي في الحلم والرحمة.

وتابع: أن الحب نفسه قد يكون غير إرادي، كأن يحب الإنسان امرأة لا تحل له، فالله لا يُحاسبه على أصل الشعور، لكنه يُحاسبه إذا حوّل هذا الحب إلى سلوك محرم، كالإفساد بين الزوجين أو تخريب البيوت.

وأكد على أن القاعدة الجامعة هي: أحب أو اكره، لكن لا تؤذِ أحدًا بسبب حبك أو كرهك، فالمحاسبة تكون على الأذى والظلم، داعيًا الله أن يرزقنا جميعًا أخلاق النبي المصطفى صلى الله عليه وسلم من حلم ورحمة وشفقه وحب للخير للناس أجمعين.