أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تعيين حاكم ولاية لويزيانا جيف لاندري مبعوثًا خاصًا للولايات المتحدة إلى جرينلاند، الإقليم الشاسع شبه المستقل التابع للدنمارك، في خطوة أعادت إلى الواجهة الجدل حول الطموحات الأمريكية في القطب الشمالي.
وقال ترامب، في بيان أعلن فيه القرار، إن لاندري «يدرك الأهمية البالغة لجرينلاند بالنسبة للأمن القومي الأمريكي»، معتبرًا أن تعيينه سيسهم في «تعزيز مصالح الولايات المتحدة وضمان أمن وسلامة الحلفاء، بل والعالم بأسره».
أهمية جرينلاند الاستراتيجية
ويأتي هذا التعيين في سياق تصريحات سابقة ومتكررة لترامب شدد فيها على أن جرينلاند ذات أهمية استراتيجية للولايات المتحدة، ولم يستبعد في أكثر من مناسبة استخدام القوة العسكرية للسيطرة على الجزيرة الغنية بالمعادن وذات الموقع الجغرافي الحساس في المنطقة القطبية.
ورغم تراجع الحديث العلني عن هذا الملف خلال الأشهر الماضية، عاد إلى الواجهة مجددًا بعدما أفادت تقارير في أغسطس الماضي بأن شخصيات مقربة من ترامب نفذت عمليات تأثير سرية داخل جرينلاند، ما دفع السلطات الدنماركية إلى استدعاء السفير الأمريكي.
كما زار نائب الرئيس جيه دي فانس في وقت سابق من العام الجاري قاعدة عسكرية أمريكية نائية في الجزيرة، ووجه انتقادات إلى الدنمارك متهمًا إياها بالتقصير في الاستثمار الدفاعي هناك.
رفض الدنمارك
من جانبه، كتب جيف لاندري، الذي تولى منصب حاكم لويزيانا في يناير 2024 وتنتهي ولايته في يناير 2028، عبر منصة «إكس» أن تعيينه «شرف كبير»، مؤكدًا أن هذا الدور «تطوعي» ولن يؤثر على مهامه كحاكم للولاية.
في المقابل، جددت كل من الدنمارك وحكومة جرينلاند رفضهما القاطع لأي مساس بسيادة الجزيرة، مؤكدتين أنها «ليست للبيع»، كما أدانتا تقارير عن جمع الولايات المتحدة معلومات استخباراتية هناك.
ويواجه التوجه الأمريكي معارضة واسعة من روسيا وعدد من الدول الأوروبية، في ظل تصاعد التنافس الدولي على النفوذ في منطقة القطب الشمالي.
وفي تقرير حديث، حذرت هيئة الاستخبارات الدفاعية الدنماركية من أن واشنطن باتت تستخدم قوتها الاقتصادية وتهديدات عسكرية «لفرض إرادتها» حتى على حلفائها، مشيرة إلى أن الأهمية الاستراتيجية للقطب الشمالي تتزايد مع احتدام التوتر بين روسيا والغرب، وسعي الصين وروسيا لتقليص النفوذ الغربي، لا سيما الأمريكي، في المنطقة.