يشهد ساحل مدينة نويبع بمحافظة جنوب سيناء موسمًا استثنائيًا لصيد الكلماري، المعروف محليًا باسم «السوبيا»، حيث يتفنن الصيادون المحترفون في اصطياده من أعماق البحر باستخدام السنار و«اللبارة» الملوّنة التي تحاكي شكل الأسماك الصغيرة، وذلك خلال ليالي الشتاء الهادئة وعلى ضوء القمر، وصولًا إلى بزوغ خيوط الفجر الأولى.
ويتركز صيد الكلماري أمام قرية الصيادين السياحية، أقدم قرية سياحية في نويبع، والتي ارتبط اسمها تاريخيًا بحرفة الصيد البحري، مستفيدة من طبيعة القاع البحري العميق وتنوّع الشعاب المرجانية في خليج العقبة، ما يجعل المنطقة بيئة مثالية لتكاثر الرخويات البحرية والأسماك كبيرة الحجم.
وتتميز مصائد نويبع هذا الموسم بأحجام لافتة، إذ تتراوح أوزان الكلماري الواحدة غالبًا بين 4 و6 كيلوغرامات، بينما تسجل بعض الرحلات صيد عينات نادرة يصل وزن الواحدة منها إلى نحو 10 كيلوغرامات. ويُعد هذا الحجم من الأكبر مقارنة بالمتوسط الشائع في مناطق أخرى من البحر الأحمر، حيث يتراوح عادة بين كيلوغرامين و3 كيلوغرامات.
ولا يقتصر صيد الكلماري في جنوب سيناء على نويبع فقط، بل يمتد إلى مناطق أخرى مثل دهب وشرم الشيخ، التي تشهد مواسم صيد متقاربة، إلا أن نويبع تنفرد بوجود صيادين احترفوا هذه المهنة عبر أجيال متعاقبة، معتمدين على خبراتهم في تحديد التوقيت المناسب للصيد، خاصة خلال فصل الشتاء حين تقترب
من السواحل بحثًا عن الغذاء.
وفي هذا السياق، أكد المهندس سامي سليمان، رئيس جمعية مستثمري نويبع–طابا، أن منطقة نويبع، وبخاصة قرية الصيادين، تُعد من أشهر مناطق الصيد في خليج العقبة، مشيرًا إلى أن الصيد البحري يمثل أحد الروافد المهمة للسياحة المحلية، إذ يستهوي الزائرين متابعة رحلات الصيد التقليدية وتذوق المأكولات البحرية الطازجة، وعلى رأسها الكلماري، الذي يُعد من أشهر وأجود ثروات البحر الأحمر في جنوب سيناء.