بمناسبة مرور عام على إحدى اللحظات التي حظيت بتفاعل واسع على منصات التواصل الاجتماعي، أعاد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب نشر مقطع فيديو يوثق ظهوره داخل أحد المطاعم الشهيرة، حيث قام ببيع وجبات للزبائن بنفسه، في مشهد أثار آنذاك جدلًا واسعًا وتصدر العناوين الإعلامية.
الفيديو، الذي يعود إلى العام الماضي، يظهر ترامب وهو يقف خلف منضدة البيع مرتديًا زي العمل، ويتفاعل مباشرة مع الزبائن، في محاولة لتقديم نفسه بصورة قريبة من المواطن الأمريكي العادي.
وحرص ترامب، عند إعادة نشر المقطع، على التذكير باللحظة، معتبرًا أنها تعكس تواصله المباشر مع الناس واهتمامه بقضاياهم اليومية، خاصة ما يتعلق بتكاليف المعيشة وأسعار الغذاء.
وجاءت إعادة نشر الفيديو في توقيت سياسي لافت، حيث يسعى ترامب إلى تعزيز حضوره الإعلامي وتأكيد صورته كشخصية “غير تقليدية” في المشهد السياسي الأمريكي.
ويرى متابعون أن هذه الخطوة تأتي ضمن استراتيجية مدروسة لاستحضار لقطات شعبوية لاقت قبولًا واسعًا لدى قطاع من الناخبين، خصوصًا من الطبقة العاملة، الذين يرون في مثل هذه المشاهد تعبيرًا عن البساطة والانتماء إلى الشارع.
وكان المقطع قد حظي، عند نشره لأول مرة، بملايين المشاهدات وتفاعل كبير بين مؤيدين اعتبروه تصرفًا ذكيًا ورسالة سياسية غير مباشرة، ومعارضين رأوا فيه محاولة دعائية لا أكثر.
ومع إعادة نشره بعد عام، تجدد الجدل ذاته، حيث انقسم مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي بين من رحب بإعادة التذكير بالمشهد، ومن انتقد توظيفه المتكرر في السياق السياسي.
ويعكس هذا المشهد، بحسب محللين، إدراك ترامب لأهمية الصورة والرمزية في التأثير على الرأي العام، إذ لم يكن الهدف من ظهوره في المطعم اقتصاديًا بقدر ما كان رسالة سياسية وإعلامية، تسلط الضوء على معيشة المواطن الأمريكي وتكاليف الحياة اليومية، وهي قضايا لطالما وظفها في خطاباته.
وفي ظل تصاعد النقاشات حول التضخم وغلاء الأسعار في الولايات المتحدة، تعيد هذه اللقطات إلى الواجهة خطاب ترامب القائم على مخاطبة هموم الناس المعيشية، مستخدمًا مشاهد بسيطة لكنها ذات تأثير واسع.
ومن المتوقع أن يواصل الرئيس الأمريكي الاعتماد على مثل هذه المواد المصورة خلال الفترة المقبلة، لما تحمله من رمزية شعبية وقدرة على إثارة التفاعل والجدل في آن واحد.