الطيب وسراج: المرجعية المصرية التوافقية سبيل مواجهة التمزق

أكد الدكتور احمد الطيب شيخ الازهرأن الثقافة المصرية تعاني التمزق طوال القرنين الماضيين ما
جعلها تتضاءل حتى الانسحاب من مجال الريادة ، وافقدها القدرة على صياغة
الرواد الذين يقوم على أكتافهم هذا المجتمع، مشيرا إلى أن أخطر تمزق أصابها
في مقتل هو هذا التناقض المصطنع بين التراث وحداثة الغرب، مؤكدا انه كلما
علت بعض الأصوات بان حياتنا في ثقافة الغرب، كلما زادت المشكلة، موضحاً أن
هذا التيار يرجع بنا إلى قشور لا تمس الإسلام في شيء، رغم صوته المجلجل
الذي زاد من غربة المسلمين، وأصبح على الثقافة المعاصرة مواجهة العولمة أو
الأمركة كمصطلح صريح بدون تذويق.
وقال شيخ الأزهر، في افتتاح مؤتمر "التوافق الثقافي في ضوء وثيقة الأزهر" الأحد بالتعاون مع مكتبة الإسكندرية : إن الثقافة التي تعبر عن أحلام المصريين تعد الفردوس المفقود، وارجع السبب إلى حدوث خواء ثقافي، والى وجود تيارات قومية وغير قومية تدعو للتغريب، فلم تستفد مصر من ثقافة إسلامية حقيقية، ولا من ثقافة الغرب شيئا ، يكون عنصر قوة لمجتمعاتنا المتردية في شتى المجالات .
ومن جهته يرى الدكتور إسماعيل سراج الدين، مدير مكتبة الإسكندرية، أن وثيقة الأزهر عبرت عن أرضية مشتركة بين الجميع كرد على المشاكل التي ظهرت بعد ثورة 25يناير بوضوح في اجتماعات النخبة في الحوار الوطني، كأحادية التفكير، والرفض للتعددية التي هي أساس الديمقراطية، والصراع بين الفكر الإسلامي والعلماني، والفتنة الطائفية.
وأضاف سراج أن مكتبة الإسكندرية قامت بطبع كتيب يحتوى وثيقة الأزهر مترجمة إلى ثلاث لغات هي الإنجليزية والفرنسية والألمانية، بالإضافة إلى لغات أخرى غير منتشرة مثل الصينية، نظرا لأهمية الوثيقة على المستوى العربي والعالمي.
وانتقد سراج الدين، تركيز الإعلام في الفترة الأخيرة على التيار الإسلامي وخاصة السلفي والجماعات الإسلامية، مشيرا إلى أن ذلك قد يسيء إلى الدين الإسلامي، ككل رغم انه برئ من هذا التشدد، كما هاجم السلفية العلمانية، لانغلاقهم على أنفسهم وعلى بعض الأفكار، مشيرا إلى أنه في الوقت الذي لابد فيه من الاستئناس بأفكار الآخرين إلا انه يجب الأخذ في الاعتبار أنها وليدة أوضاع خاصة لشعوب مختلفة من حيث الاحتياجات .
وشدد شيخ الأزهر على ضرورة عقد لقاءات للمثقفين والأزهر والكنيسة للوصول الى تصور محدد ومعرفة حقيقية لمشكلة التعليم والبحث العلمى ووضع حلول للمشكلات ترتبط بواقع هذا المجتمع , مشيراً الى أن الحلول عادت إلى الخطب والمقاولات بسبب غياب الرؤية المشتركة التى تحدد معالمها وهنا لا مفر من توحيد المرجعية فى توافق ثقافي .