ليلة تحويل القبلة

قال الله تعالي (سيقول السفهاء من الناس ما ولاهم عن قبلتهم التي كانوا عليها قل لله المشرق والمغرب يهدي من يشاء إلي صراط مستقيم).. هذه الآية المباركة تنبه إلي أمرين، الأول: السفيه الكذاب المتعمد أن يظهر خلاف ما يبطن والمراد به هنا هم اليهود الذين كانوا بالمدينة وقيل المنافقون وقيل كفار قريش عندما أنكروا تحويل القبلة وقالوا قد اشتاق محمد إلي مولده وعن قريب يرجع إلي دينكم، وقالت اليهود قد التبس عليه أمره وتحير، أما الأمر الثاني فقد روي عن ابن عمر رضي الله عنه قال: بينما الناس بقباء في صلاة الصبح إذ جاءهم آت، فقال رسول الله صلي الله عليه وسلم قد أنزل عليه الليلة قرآن وقد أمر أن يستقبل الكعبة فاستقبلوها وكانت وجوههم إلي الشام فاستداروا إلي الكعبة.
وأخرج البخاري عن البراء بن عازب أن النبي صلي الله عليه وسلم صلي إلي بيت المقدس ستة عشر شهرا وكان يعجبه أن تكون قبلته قبل البيت وكان قد صلي أول صلاة صلاها هي صلاة العصر وصلي معه قومه وخرج رجل ممن كانوا مع النبي صلي الله عليه وسلم فمر علي أهل المسجد وهم راكعون فقال: أشهد بالله لقد صليت مع النبي قبل مكة فداروا كما هم قبل البيت وكان الذي مات علي القبلة قبل أن تحول قبل البيت رجال قتلوا لم ندر ما تقول فيهم. فأنزل الله عز وجل ( وما كان الله ليضيع إيمانكم) وقيل نزل علي النبي وهو في مسجد بني سلمة وهو في صلاة الظهر وقد صلي ركعتين منها فتحول في الصلاة فسمي هذا المسجد مسجد القبلتين وقيل إن الاية نزلت في غير صلاه وهو الأكثر وكان أول صلاة إلي الكعبة هي العصر.
وقد اختلف في وقت تحويل القبلة بعد نزوله المدينة بستة عشر شهرا أو سبعة عشر شهرا كما في البخاري وخرجه الدار قطني عن البراء أيضا قال صلينا مع رسول الله صلي الله عليه وسلم بعد قدومه المدينة ستة عشر شهرا نحو بيت المقدس ثم علم الله هوي نبيه فنزلت ( قد نري تقلب وجهك في السماء فلنولينك قبلة ترضاها فول وجهك شطر المسجد الحرام) ، وقال ابن نسيب: كانت قبل بدر بشهرين وقال أبو حاتم إن النبي صلي سبعة عشر شهرا وثلاثة أيام وأخره الله باستقبال الكعبة يوم الثلاثاء للنصف الثاني من شعبان.