قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

تركيا تتحول من جمهورية إلى سلطنة لأردوغان وذويه.. عين زوج ابنته وزيرا للمالية وابن خاله مستشارا لوزير التعليم.. المحسوبية تأكل النظام السياسي التركي وتقوضه.. والمعارضة تنتقد قرارات الرئيس المنتخب


• أردوغان يسيطر على مجلس حزب العدالة والتنمية في إسطنبول بأقاربه
• وزارة المالية بعد وزارة الطاقة من نصيب زوج ابن أردوغان
• تعيين مسئولين في مناصب قيادية في الشركات الحكومية

جاء تنصيب أردوغان رئيسا لتركيا هذه الفترة بشكل مختلف بعد أن عدل دستور البلاد ليمنح منصب الرئيس صلاحيات أقوى مقارنة بما كانت عليه فيما مضى، وهو الأمر الذي يعد تغييرا جذريا في النظام البرلماني المتبع في حكم تركيا منذ تأسيس الجمهورية التركية الحديثة.

أفادت تقارير إخبارية لمعارضين في تركيا أن ظاهرة المحسوبية ومحاباة الأقارب عادت إلى واجهة المشهد السياسي التركي، حيث وجه معارضون أصابع الاتهام لحكومة حزب العدالة والتنمية وإلى الرئيس رجب طيب أردوغان بتعيين أقارب المسؤولين وخاصة أقاربه في مناصب حساسة في الدولة والشركات الكبرى.

جاء ذلك بعد أن قرر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان تعيين ابن خاله، في منصب مستشار وزير التعليم، وذلك ضمن قراراته الأخيرة باختيار عدد من مستشاريه ومساعدي الوزراء، وذلك وفقا لما نشرته الجريدة الرسمية، حيث جاء قرار تعيين ابن خالة أردوغان إبراهيم أر مستشارا لوزير التعليم بعد أن كان عضوا بمجلس الدولة.

كان أردوغان قد أعلن تشكيل حكومة جديدة في وقت سابق هذا العام، تتضمن تعيين زوج ابنته وزيرا للمالية، بعد ساعات قليلة من حلف اليمين الدستورية لفترة رئاسية ثانية. لم يكن زوج ابنته هذا بعيدا عن المشهد السياسي فقد كان متوليا حقيبة الطاقة عام 2015، بعد أن عينه حماه في خطوة اعتبرت محسوبية سياسية ولاقت الكثير من الانتقادات.

شهدت الآونة الأخيرة، صعود نجم عدد من المقربين منه وذويه، ليس فقط في مجال السياسة بل في مجال الأعمال أيضًا. لم يقتصر أردوغان ممارسة المحسوية على أبنائه فحسب بل على أقارب وزراء ومسؤولين كبار في الدولة، حيث قلدهم مناصب مهمة داخل شركة الخطوط الجوية التركية المملوكة للحكومة؛ إذ عينت الشركة نجل شقيقة أردوغان، أوميت سرغان، الحاصل على الشهادة الثانوية، كموظف حركة المبيعات في رئاسة التسويق والمبيعات للخطوط الجوية في المنطقة الثانية بلندن.

كما عينت الشركة نجل أحد المقاولين المقربين من أردوغان، مراد جور، في منصب المدير العام للشركة في مدينة دوسلدورف، وعينت زوجة نجل وزير الجمارك والتجارة، جنان جانيكلي، كمفتشة في الخطوط الجوية. وسبق أن صدرت تقارير محلية وعالمية، عن تعاملات مالية غامضة ومثيرة للجدل، لأبناء أردوغان وأقاربه.

كما كان من بين تلك القضايا التي حركت الرأي العام التركي؛ فوز نجل رئيس بلدية أنقرة وأحد أقارب أمينة أردوغان، عقيلة الرئيس التركي، برئاسة الغرفة التجارية في العاصمة أنقرة.

ويعد المنصب الذي بات يشغله، جورسال باران، من المناصب الحساسة في تركيا، إذ أن غرفة تجارة أنقرة هي ثاني أكبر غرفة تجارية في تركيا، بعد غرفة تجارة إسطنبول، وتضم 125 ألف عضو.

حسب خبر جريدة جمهوريت فإن مجلس حزب العدالة والتنمية في إسطنبول حدد 193 عضوًا لحضور الاجتماع الموسع، إلا أن القائمة أثارت الجدل في الشارع التركي بعد أن تبين أنها تضم عددًا كبيرًا من أقارب رئيس الحزب أردوغان.

ضمت القائمة على كل من بلال أردوغان (الابن) وصهره وعدلائه، وصهر أردوغان ضياء إيلجين، وأوزدمير بايراكتار والد زوج ابنته سمية بايراكتار، وشقيق والد زوجها صالح بايراكتار، وصهر أردوغان براءت ألبيراق، وأبوه صادق ألبيراق، وشقيقه سيراهت ألبيراق.

وعودة إلي عائلة أردوغان كانت ابنته سمية تتصدر المشهد السياسي بمرافقتها له، فقد حضرت معه بعض الاجتماعات الخاصة، كما تشير التقارير الصحفية أنها أثرت خلال إتخاذ بعض قرارات والدها.

جدير بالذكر أن تركيا شهدت تولي امرأة رئاسة الوزراء مرة واحدة في العصر الحديث عندما شغلت تانسو تشيلر المنصب بين عامي 1993 و 1996، لكن من الصعب على أردوغان كرئيس حزب العدالة والتنمية، أن يدعم امرأة لتصبح رئيسة للوزراء، وذلك وفقا لما أورده تقرير ذا بلاك سي.

وبالمثل فإن الرئيس التركي لن يكون منفتحا على دعم ابنته الأخرى إسراء سياسيا، لكنه بالتأكيد دعم شخصا آخر وساعده من أجل الوصول إلى مكانة عليا في السياسة التركية، وهو بيرات البيرق، زوج إسراء.

يحظى بيرات البيرق بنفوذ كبير في السياسية التركية، فأردوغان غالبا ما يقدمه للزعماء الأجانب الذين يزورون تركيا، ويشركه في معظم الاجتماعات.

ويحرص البيرق على التأكد من أن كل الوزراء وأعضاء الحزب يعرفون علاقته المميزة بأردوغان، حتى أنه يضع يده على كتف الرئيس أحيانا خلال الاجتماعات الوزارية، ويتحدث معه في الأمور العائلية أمام الوزراء.

أثار ألبيراق جدلًا واسعًا في تركيا بعد الاستقالة الشهيرة التي قدمها رئيس الوزراء التركي السابق أحمد داود أغلو، حيث زعمت بعض وسائل الإعلام أن إردوغان يرغب في تعيينه رئيسًا لحزب العدالة والتنمية قبل أن يختار أخر رئيس وزراء تركي علي بن يلدريم، رئيس البرلمان التركي الحالي.