الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الإعلاميون في غزة.."بالدم نكتب لفلسطين"

صدى البلد

شعارهم "بالدم نكتب لفلسطين" الذي أطلقه المفكر والكاتب الفلسطيني الراحل ناجي علوش أحد قادة حركة فتح البارزين..يحملون أرواحهم على أكفهم في سبيل نقل الحقيقة ووقائع الحرب لحظة بلحظة للعالم وفضح جرائم الاحتلال الإسرائيلي بحق المدنيين من النساء والأطفال والشيوخ..تحولت المهنة لديهم من البحث عن المتاعب إلى البحث عن الشهادة فى سبيل الوطن..إنهم الاعلاميون في قطاع غزة الذين ضربوا المثل فى التضحية والفداء وقدموا 15 شهيدا من فرسان الكلمة والصورة منذ بدء العدوان في السابع من يوليو الماضي والذي طال العشرات من المكاتب والمؤسسات الاعلامية.
يقول الإعلامي عماد عيد مدير مكتب وكالة "معا" الفلسطينية المحلية بغزة لوكالة أنباء الشرق الأوسط إن الاعتداءات الاسرائيلية على الصحفيين زادت بشكل ملحوظ في هذه الحرب،فلم تكن هناك حصانة لاي فلسطيني بما فيهم الصحفيون ووصلت الصواريخ الإسرائيلية إلى المكاتب الإعلامية وسيارات الصحفيين ومنازلهم واستمرت الاعتداءات سواء كانوا داخل المكاتب أو حتى في ساحات العمل.
وأضاف عيد وهو أيضا مراسل قناة "المنار" اللبنانية في غزة إن الهدف من الاعتداءات هو إرهاب الإعلاميين ومنعهم من نقل حقيقة الجرائم الإسرائيلية للعالم ومنع ظهور صور المجازر بحق النساء والأطفال عبر وسائل الإعلام العالمية.
وتشير تقارير حقوقية وإعلامية فلسطينية الى استشهاد خمسة صحفيين خلال الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة نهاية عام 2008 (عملية الرصاص المصبوب)، واستشهاد ثلاثة اخرين في حرب العام 2012 التي استمرت ثمانية ايام (عامود السحاب) .
وناشد عيد المؤسسات الصحفية الدولية وعلى رأسها الاتحاد الدولي للصحفيين ومنظمة "مراسلون بلا حدود" العمل على إدانة سلطات الاحتلال والضغط عليها لتتوقف عن استهداف الإعلاميين واحترام الشارات الصحفية.
وأكد تقرير صادر عن وزارة الإعلام بغزة أن جيش الاحتلال ارتكب منذ بدء العدوان 94 انتهاكا ضد الصحفيين والإعلاميين في استهدافات مباشرة وغير مباشرة مما أدى الى استشهاد 15 إعلاميا كان آخرهم الصحفي علي أبو عفش الذي يعمل مع وكالة الصحافة الفرنسية ومركز الدوحة لحرية الإعلام أثناء تأديته لعمله جراء انفجار صاروخ من مخلفات العدوان في بيت لاهيا شمال القطاع.
وأوضح التقرير أن من بين هذه الانتهاكات 18 إصابة وقصف 23 منزلا تعود للصحفيين، و17 مقرا إعلاميا و6 سيارات ، بالإضافة إلى عملية اختراق والتشويش على أكثر من 15 إذاعة وفضائية.
من جهته، قال صالح المصري رئيس تحرير وكالة "فلسطين اليوم" إن الصحفيين والإعلاميين عملوا خلال الحرب على مدار الساعة في ظروف صعبة وغير مسبوقة من أجل نقل صور الحقيقة إلى مختلف أنحاء العالم.
ودعا المصري المؤسسات الحقوقية والإعلامية الفلسطينية والعربية والدولية واتحاد الصحفيين العرب إلى توثيق الجرائم التي يتعرض لها الصحفيون الفلسطينيون تمهيدا لرفعها إلى محاكم الجنايات الدولية ومحاكمة مجرمي الحرب الإسرائيليين على تسببهم في قتل الصحفيين وإصابتهم وعدم السماح بأي حال من الأحوال لقادة الاحتلال بالإفلات من العقاب.
وطالب الأطراف السامية المتعاقدة على اتفاقية جنيف بإلزام سلطات الاحتلال باحترام بنود القانون الدولي الإنساني والاتفاقيات الناظمة لسلوك القوة المحتلة خلال أعمالها الحربية وعلى رأسها تحييد الصحفيين والعاملين في مجال الإعلام واحترام حقهم في التغطية والعمل بأمان وحرية وعدم استهدافهم بأي شكل كان.
بدوره، اعتبر "منتدى الاعلاميين الفلسطينيين" إن استهداف الصحفيين واغتيالهم "يأتي امتدادا للاستهداف المباشر والإرهاب المنظم الذي تمارسه قوات الاحتلال ضد كل الشعب الفلسطيني في غزة، مع استهداف مقصود للصحفيين ومؤسساتهم لمنعهم من التغطية وفضح جرائم الحرب التي تقترفها".
وقال المنتدى في بيان صحفي إن جيش الاحتلال حول الصحفيين إلى أهداف مشروعة وقتلهم بدم بارد وهم يرتدون درع وإشارة مميزة "Press" في جرائم يندى لها جبين الانسانية تتطلب مواقف سريعة وتحركات جادة لملاحقة قادة الاحتلال عبر المحاكم الدولية.
ووفقا لتقرير أصدره "اتحاد الإذاعات والتلفزيونات الفلسطینية" قبل أيام فان شهر يوليو الماضي وحده شهد إصابة 38 إعلاميا ( مراسلون ومصورون) خلال تغطية العدوان على غزة أو في قصف استهدف منازلهم ومقارهم الإعلامية أو فعاليات الانتفاضة في الضفة الغربية،كما تعرضت منازل الصحفيين للاستهداف المباشر بالقصف وأدى ذلك في بعض الأحيان إلى استشهاد صحفيين وأفراد من عائلاتهم كما حدث مع الصحفيين عزت ضهير وعاهد زقوت ومحمد ظاهر والناشطة الإعلامية نجلاء الحاج.
وأشار التقرير إلى أن الطيران الحربي استهدف عددا من المقار الإعلامية ومكاتب تعود لوكالات ومؤسسات إعلامية محلية ودولية منها مكاتب الوكالة الوطنية للإعلام ومبنى الجوهرة الذي يضم عدة مكاتب إعلامية ومكتبا لوكالة الأنباء الألمانية ومكتب قناة الجزيرة الفضائية ومبنى قناة الأقصى الفضائية وإذاعة الأقصى وإذاعة الأقصى مباشر.
وأضاف أن سلطات الاحتلال لجأت منذ بداية العدوان إلى التشويش على معظم محطات التلفزة والإذاعة الفلسطينية العاملة في قطاع غزة وبث بيانات تحريض إسرائيلية،ومن بين هذه المحطات قناة وإذاعة الأقصى وإذاعة القدس وقناة فلسطين اليوم وإذاعات الوطن والشعب وغيرها.
وكان السائق في وكالة "ميديا 24" بغزة حامد شهاب ( 30 عاما) أول الشهداء الفلسطينيين من العاملين في حقل الإعلام بغزة بعدما قصف الطيران الحربي سيارة كانت تحمل شارة الصحافة ( TV ) في أحد شوارع مدينة غزة في 10 يوليو الماضي، في حين كان آخرهم الصحفي على أبو العفش الذى استشهد الاربعاء الماضي مع الصحفي الايطالي كميلي سيموني الذي يعمل في "وكالة الأسوشيتد برس" أثناء تغطيتهما تفكيك الشرطة لصاروخ من مخلفات الاحتلال.
وتشمل قائمة شهداء العدوان حتى الآن أيضا الصحفي حماده خالد مقاط مدير موقع سجا الاخباري،الصحفي الحر شادي حمدي عياد،المصور الصحفي محمد نور الدين الديري ويعمل في الشبكة الفلسطينية للصحافة والإعلام،الصحفي عبد الله فحجان ويعمل في موقع صدي الملاعب والأقصى الرياضي،الصحفي سامح العريان من قناة الاقصى،الصحفي محمد ظاهر من صحيفة الرسالة،الصحفي رامي ريان المصور في الشبكة الفلسطينية للصحافة،الصحفي عاهد زقوت مراسل الرياضة في قناة الكتاب الفضائية،الصحفي عزت ضهير مراسل شبكة منبر الحرية الاعلامية بالخليل،الصحفي بهاء الدين غريب محرر الشؤون العبرية في تلفزيون فلسطين،الصحفي عبد الرحمن أبو هين معد برامج في فضائية الكتاب،الصحفي خالد حمد يعمل في وكالة "كونتنيو" للإنتاج التلفزيوني،الناشطة الإعلامية نجلاء الحاج.