الدبلوماسية الشعبية الإثيوبية في مهمة بـ"القاهرة".. وخبراء: تعليمات مشددة لهم بعد الحديث عن "سد النهضة"

شبانة: زيارة الوفد الأثيوبي "الشعبي" يذيب الجليد بين البلدين
هاني رسلان: لن تسفر عن تغيير موقفهم من "سد النهضة"
نور الدين: يحملون تعليمات بعدم الحديث عن سد النهضة
"الدبلوماسية الشعبية".. القوى الناعمة التي اعتدنا سماع صوتها في مصر خلال الأعوام الثلاثة الماضية، لكن الدبلوماسية الشعبية التي يدور حولها محور هذا الموضوع هي الدبلوماسية الشعبي الأثيوبية.
فقد وصل إلى مصر أمس، الثلاثاء، وفد الدبلوماسية الشعبية الإثيوبي برئاسة أبادولا حميدا داجو رئيس البرلمان الإثيوبي في زيارة تستغرق نحو خمسة أيام، ليجري الوفد البالغ من 67 فردا العديد من اللقاءات خلال الزيارة في إطار السعي لتحقيق التقارب بين الشعبين الشقيقين.. فما الهدف من الزيارة و مادلالتها، و ما النتائج المتوقع أن تنتج عنها.. هذا مايعرض له التقرير التالي:
في هذا الإطار أكد الدكتور أيمن شبانة، أستاذ العلوم السياسية بمعهد البحوث والدراسات الأفريقية، أن زيارة وفد الدبلوماسية الشعبية الإثيوبي الى مصر، جاءت لتذويب الجليد بين البلدين، مشيراً الى أهمية تكرار وتبادل الزيارات من جانب وفود البعثات الشعبية المصرية والأثيوبية.
وطالب "شبانة" في تصريح خاص لـ"صدى البلد" أن يلتقي الوفد الشعبي الاثيوبي بوفود شعبية مصرية وليست رسمية، وأن يتم تنظيم زيارة للعشوائيات ليعلم الاثيوبيين أن المصريين يعانون من مشاكل في استخدام المياه، مؤكداً أن الزيارة ستثمر عن نتائج ايجابية في حالة اللقاءات غير الرسمية والبعيدة عن البروتوكول.
وأشار أستاذ العلوم السياسية إلى أن الزيارة ستناقش الملفات والقضايا المشتركة بين البلدين وعلى رأسها قضية سد النهضة، لافتاً إلى أن هناك عوامل مشتركة بين البلدين على عكس ما يظهره الإعلام الغربي.
بينما أكد الدكتور هاني رسلان، رئيس وحدة حوض النيل بمركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية وعضو اللجنة الثلاثية لتقييم سد النهضة، أن زيارة وفد الدبلوماسية الشعبية الإثيوبي الى مصر، جاءت رداً على زيارة الوفد المصري، مشيراً الى أن الزيارة تعد مراوغة من الجانب الإثيوبي بشأن قضية سد النهضة.
وأوضح "رسلان" في تصريح خاص لـ"صدى البلد" أن زيارة الوفد الشعبي الإثيوبي لا علاقة لها بالموقف الرسمي للدولة بشأن قضية سد النهضة، وأن الموقف الإثيوبي لن يتغير عقب الزيارة، مشيراً الى أن الزيارة لن تحقق أي نتائج ايجابية بشأن سد النهضة.
وأشار عضو اللجنة الثلاثية لتقييم سد النهضة إلى أن الزيارة هدفها إظهار أثيوبيا بمظهر المتعاون ولكنه عكس الحقيقة.
في حين أكد الدكتور نادر نور الدين، الخبير المائي والباحث في شئون دول حوض النيل، أن زيارة وفد الدبلوماسية الشعبية الإثيوبي إلى مصر، جاءت عقب إبداء مصر ملاحظتها بأن أثيوبيا تمنع أي وفود بالحضور إلى مصر، مشيراً إلى أن الزيارة لن تحقق أي نتائج إيجابية بشأن سد النهضة.
وطالب "نور الدين" - في تصريح لـ"صدى البلد" - مصر بتدويل قضية سد النهضة عن طريق تقديم شكوى عاجلة للأمم المتحدة، وإيضاح أن السد يهدد الأمن والسلم في القارة الافريقية، مشيراً الى أن قانون الأمم المتحدة للمياه يمنع دول المنبع من بناء السدود الكبيرة، وأن سد النهضة باعتراف أثيوبيا هو أكبر سد في قارة أفريقيا.
وأعرب الخبير في الشأن الأفريقي، عن اعتقاده بأن الوفد الشعبي الاثيوبي لديه تعليمات بعدم الحديث عن سد النهضة، مشيراً الى أن الزيارة محاولة لخداع الجانب المصري فيما يتعلق بقضية سد النهضة.