تعرف على أفضل الصحابة «ترتيلاً» للقرآن الكريم

كان سالم مولى أبي حذيفة -رضي الله عنه- يحسن تلاوة القرآن الكريم، وكان ندي الصوت، يرقق القلوب بتلاوته و يبهج النفوس بقراءته و يجذب الناس لسماع ترتيله.
روى الإمام أحمد -رحمه الله- في مسنده عن عائشة أم المؤمنين -رضي الله عنها- قالت: أبطأت على النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال: «ما حسبك يا عائشة؟، قالت يا رسول الله، إن في المسجد رجلاً ما رأيت أحداً أحسن قراءة منه، فذهب -صلى الله عليه وسلم- فإذا هو سالم مولى أبي حذيفة، فقال رسول الله: الحمد لله الذي جعل في أمتي مثلك».
و كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يحض الصحابة -رضوان الله عليهم- أن يتعلموا القرآن ويأخذوا من أربعة قراء الصحابة، أحدهم سالم مولى أبي حذيفة، فقد روى الإمام البخاري والإمام مسلم والنسائي والترمذي عن عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: «خُذُوا الْقُرْآنَ مِنْ أَرْبَعَةٍ: مِنَ ابْنِ مَسْعُودٍ، وَأُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ، وَمُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ، وَسَالِمٍ مَوْلَى أَبِي حُذَيْفَةَ».
وقد كان سالم -رضي الله عنه- من سادات المسلمين وكبراء الصحابة، و قد مدحه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وزكاه، و كان عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- يكثر من الثناء عليه، و قد بلغ حد التزكية لسالم عند عمر بن الخطاب أن اعتبره أكفأ الصحابة لاستخلافه أميراً للمؤمنين بعده، فقد ذكر ابن كثير -رحمه الله- في كتابه «البداية» قول عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: «لو ادركني أحد رجلين ثم جعلت هذا الأمر إليه لوثقت به سالم مولى أبي حذيفة و أبو عبيدة بن الجراح».
و روى أبو نعيم في حلية الأولياء عن عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- قال: «لو استخلفت سالماً مولى أبي حذيفة فسألني عنه ربي ما حملك على ذلك؟ لقلت: رب سمعت نبيك -صلى الله عليه وسلم- وهو يقول: إنه يحب الله تعالى حقاً من قلبه».