الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

"ماتاكولش ألوان".. تلميع الزيتون بـ«ورنيش الأحذية» وصبغة الملابس.. و"البتروكيميات" لفواكه ألوانها زاهية.. الرقابة "صفر" على مصانع بير السلم والإصابة بالسرطانات مستمرة

زيتون أسود - أرشيفية
زيتون أسود - أرشيفية

خبراء:
خبير أغذية: إسراف الأطفال في تناول الألوان الصناعية يعرضهم للسرطان
خبير تغذية: منتجات الألوان الصناعية بها مواد كيميائية تسبب أمراضًا
تلميع الزيتون بـ«ورنيش الأحذية» وحقن البطيخ بـ«الكركديه» لبيعه سريعًا
تلميع الفواكه بـ«البتروكيماويات» يسبب السرطان
خبير بترولي يحذر: نتناول لحومًا ملوثة بـ"الصوديوم نيتريت" ومواد سامة يوميًا
خبير بترول: "البتروكيماويات" تستخدم في غش الأغذية بمصانع "بير السلم"
صبغ الزيتون بالورنيش خير دليل

"ماتاكلوش ألوان".. فإن الملونات ومكسبات الطعم التي تضاف للمواد الغذائية التي ينتاولها الأطفال، تشكل خطرًا بالغًا على وظائف الكبد ويهدده بأمراض عديدة، لاسيما أيضًا بعض المواد الغذائية التي تستخدم بها المواد الحافظة للاحتفاظ بها لأطول فترة ممكنة بالأسواق والمراكز التجارية حال عرضها.

هذا الأمر الذي طرح تساؤلات حول خطورة تلك المواد المصنعة، وما المواد الداخلة في تركيبها، وما الضرر الذي تمثله على صحة الأطفال، كذلك أين دور الرقابة؟

السطور القادمة تجيب عن تلك التساؤلات..


"تلميع الزيتون بالورنيش!"

في البداية قال الدكتور حسام الدين عرفة، رئيس قسم الأدوية والسموم بجامعة العلوم التكنولوجية الحديثة، إن إضافة الألوان الصناعية ومكسبات الطعم والرائحة إلى الأغذية أمر في منتهى الخطورة على صحة الإنسان لاسيما الأطفال، لافتًا إلى أن هناك توصيات من منظمة الأغذية العالمية بأن يتم التعامل مع هذه الإضافات كالتعامل مع الدواء وبالحدود المسموح بها.

وأوضح "عرفة"، في تصريح خــاص لـ"صدى البلد"، أن هذه الإضافات عبارة عن مركبات كيميائية عضوية مخاطرها مؤجلة تصيب الإنسان على المدى البعيد، مشيرًا إلى أن الخطورة تكمن في المواد التي تجمع بين الألوان الصناعية ومكسبات الرائحة.

وحذر من تناول الأطعمة والحلوى الملونة بشكل يومي للأطفال، وضرورة التباعد بين فترات الأطعمة.

وأضاف أن هناك دراسات كثيرة على الحيوانات أثبتت احتواء الأطعمة الملونة على السموم، واعترفت بها كثير من الدول وتجنبت مخاطرها، على عكس الوضع في مصر، حيث لم يلق اهتماما، بالإضافة إلى كارثة مصانع بئر السلم التي تصنع الأغذية والتي تتسبب في أمراض كثيرة منها الفشل الكلوي.

وتابع أن الغش في الغذاء أصبح تجارة يمارسها أصحاب النفوس الضعيفة لتحقيق مكاسب على حساب حياة الناس كـ"ورنشة الزيتون" بورنيش الأحذية ليظهر لامعا، وكثير من الفواكه كالمشمش والخوخ والتفاح وحقن البطيخ بالكركديه للترويج السريع لمنتجاتهم الفاسدة.

ولفت "عرفة" إلى أن الإضافات لا تقتصر على الملونات، بل منها المواد الحافظة ومحسنات الطعم والمستحلبات ومغلظات القوام، وهذه الإضافات تزيد من عبء السموم الموجودة في الأجسام، ويمكن أن تحد من كفاءة نظام الجسم في أن يدافع عن نفسه، أما أخطر المواد المضافة، فهي الملونات التي من الممكن أن تتفاعل مع نظام المناعة، وتسبب الضرر، مؤكدًا أن هناك بعض المواد الطبيعية تكسب الأغذية لونا وطعما آمنين.

*مصنعة بمواد بتروكيميائية

ومن جانبه، قال الدكتور مجدي نزيه أستاذ التغذية بالمعهد القومي، إن المنتجات التي تحمل مسميات مكسبات اللون والطعم والرائحة معظمها قائم صناعتها على المواد كيميائية، وتناولها بكثرة يشكل خطورة صحية على الأطفال.

وأضاف"نزيه" أن الأزمة ليست في الشركات التي تنتج هذه المواد التي تحمل مواد صناعية، لأنها تلتزم بالنسب المسموح بها والمحددة طبقا لمواصفات منظمة الصحة العالمية، وانما المشكلة في الأسر التي تسمح لأطفالها بالإسراف في تناول هذه المنتجات بكيمات كبيرة، مما يعرضهم لكثير من الأمراض في ذلك العمر المبكر.

وأوضح أن الأسر يجب أن يكون لديهم وعي بخطورة تناول هذه المنتجات على أطفالهم خاصة مع بداية الدراسة التي يستنزف فيها الأطفال كميات كبيرة من هذه المنتجات يوميا.

*"تخليل بصبغات الملابس"

قال المهندس ابراهيم زهران،خبير البترول ورئيس حزب الاتحاد المصري،إن لم يعد استخدام المواد البتروكيماوية قاصرا علي الصناعات بل تجاوز دخولها في تصنيع الأغذية والغش بمصانع بئر السلم، لجعل لونها أفضل وأكثر جاذبية للمستهلك، و بالتالي التربح غير المشروع، لافتا إلى أن ما تحتويه هذه المواد من سميات تتسبب في أمراض قاتلة.

وأوضح"زهران" في تصريح خــاص لـ"صدى البلد"، أن هذه المواد التي تضاف الى المنتجات الغذائية تحمل اسماء علمية طويلة ومعقدة تدخل كمكسبات طعم ولون ورائحة ويعد الاستهلاك المتكرر يؤدي إلي سرطانات ولا سيما أن مصر تفشى بها المرض لحد كبير.

وأضاف ان الزيتون لم يسلم من الصبغات والمواد البتروكيماوية السامة التي تكسبه اللون الأسود اللامع لبيعه سريعا في الأسواق كما نراه علي عربات الباعة الجائلين وبعض محلات المخللات ،مستخدمين ورنيش الاحذية وصبغات الملابس لتثبيت اللون وكل هذا يحوي سموما بأنسجة الكلي والكبد.

وفي الفيوم، تتبع طرق غير قانونية وغير مشروعة في تخليل الزيتون حيث يصنعون حفرة كبيرة وتقليبه بعد وضع الاضافات وتخزينه في براميل غير صالحة للاستهلاك الآدمي والتي تسبب سرطانات.

وتابع "لما بنحذر من تخزين الاطعمة في البلاستيك المصنع من المواد البتروكيماوية السامة فما بالنا بوضعها في غذاء المواطن".

*مطلوب رقابة

في البداية، قال الدكتور ناصر ابراهيم، خبير التغذية، إن جميع الالوان الصناعية التي يتم ادخالها على الالاف من المنتجات، لها أضرار عديدة على الصحة خاصة الأطفال، وهو ما تحذر منه منظماتالصحة العالمية وجعلها تضع كميات محددة حتى يكون المنتج آمن وليس له اضرار.

وأضاف"ابراهيم" في تصريح لـ"صدى البلد" ان جميع مكسبات الطعم والرائحة الصناعية مضرة بشكل عام الا أن ضررها على الاطفال أكبر من غيرهم خاصة وانها تؤثر على نموهم، لافتا إلى ان هذه المواد مصنعة من من مواد كيميائية وتسبب عدة امراض بداية من الحساسية وأضرار وظائف الكبد، وتسبب سرطانات على المدى الطويل.

واوضح ان الكميات التي حددها نظام الصحة العالمي تكون مكتوبة على شكل شفرات على العبوة وهي المسموح بها، لافتا إلى أنها تختلف من منتج لآخر ولا يمكن معرفتها هذه الكميات الا بالرجوع إلى منظمة الصحة لأنها تاخذ أشكال رموز على المنتج، وهو ما يستوجب أن يكون هناك رقابة شديدة على هذه الشركات المنتجة لتلك الاغذية.

*سرطان!

كذلك، شدد الدكتور محمد عز العرب، أستشاري أمراض الجهاز الهضمي والمستشار الطبي لمركزالحق في الدواء، علي ضرورة الضرب بيد من حديد وفرض عقوبات رادعة على أصحاب مصانع "بئر السلم" - على حد وصفه- التي تنتج الأطعمة المهلكة، مستخدمة في ذلك مواد كيماوية خطرة تغير من شكل المنتج وإعاده تدويره بشكل مغري لخداع المواطن وتحقيق أرباح من ورائه.

وأوضح أن بعض المنتجات يتم غشها غشا واضحا، مثل الزيتون الذي يتم تلميعه بـ"ورنيش الأحذية"، و الجبن والألبان التي يضاف لها "الفورمالين"، وتلميع بعض الفاكهة بالمواد البنزوبترولية لتزهو ألوانها و تصبح مغرية للمستهلك.

وأوضح "عز العرب" في تصريح خــاص لـ"صدى البلد"، أن المواد المضافة على هذه الأطعمة مستخلصة من مركبات بتروكيماويات ومواد بترولية وإضافات كاوية في منتهي الخطورة علي الصحة تؤدي إلي سرطانات الكبد والتي تعد مصر من أكبر الدول المسجله لهذه الحالات، موضحا أن الجسم لا يتخلص من هذه المركبات ولا سيما اجسام الاطفال وتترسب في الانسجة مؤدية للفشل الكبدي والكلوي.

وأشار إلى أن هناك مؤشرات توضح صلاحيه المنتج من عدمه والتفريق بين الطبيعي والمغشوش، وذلك عن طريق تغير ملحوظ في الطعم واللون الخارجي والخواص وضرورة شراء المنتجات من الأماكن الموثوق فيها بعيدا عن الباعة الجائلين.

وأكد علي ضرورة التصدي لهذه المصانع ولا يتم ذلك إلا عن طريق المشاركة الإيجابية من المواطن التي تنجز في حالة رصد المخالفين أي مصنع، والابلاغ الفوري عن الحالات المخالفةوغير المرخصة، موضحا أن مصر تعد أكبر دولة في عدد الباعة الجائلين للمواد الغذائية من زيتون وجبن ومخللات وغيرها، وهؤلاء هم حلقة الوصل بين مصانع "بير السلم" و المستهلك المباشر.

وأشار إلي أهمية دور الاعلام في عمل برماج توعية للجمهور من المنتجات المغشوشة.

* للدجاج نصيب أيضًا:

وفي السياق ذاته، قال الدكتور إبراهيم زهران،الخبير البترولي، إن وصول الأمر لبعض عديمي الضمير إضافة المواد البتروكيماوية السامة إلي الأغذية دليل واضح علي غياب الرقابة، لافتًا إلى أن هذه المواد تؤدي إلي فشل كبدي وكلوي وهما وباءان يحتلان الصدارة في مصر.

وأوضح "زهران" في تصريح خــاص لـ"صدى البلد"، أن جميع اللحوم المصنعة التي تدخل في الأكلات السريعة التي أصبحت أسلوب حياة يوميا للكثيرين، حيث تضاف إليها مركبات بتروكيمائية تحمل اسم "صوديوم نيتريت"، مشيرًا إلي أن الدواجن المستوردة ولا سيما البرازيلية يضاف لطعامها هذه المواد السامة التي تزيد من وزنها بسرعة وتترسب في أنسجتها وتنتقل للمستهلك وتظهر أعراض المرض علي المدى البعيد.

وأضاف أن كثيرا من مربيي الماشية يستعينون بالأسمدة السامة التي تحتوي علي مواد بتروكيميائية لتزيد من وزنها بمقدار كيلو في اليوم للإسراع من نموها وبيعها في السوق.

ويطبق الحال علي الفاكهة ولاسيما التفاح استخدم فيه مواد بنزوبترولية كان يتم استيرادها من الخارج تسرع من نموه ترش علي المحصول قبل نضجه لتكسبه اللون الاحمر الداكن والحجم المنتفخ،الا أن كشفت ألمانيا استخدامه في هذه الحيل غير المشروعة وأوقفت من تصديره لمصر.

وحذر من الأغذية المصنعة المتواجدة بالاسواق التي تستخدم مواد بترو كيميائية لتثبيت ألوانها، وتعد هذه المواد مسرطنة لحد كبير.

وشدد على ضرورة محاسبة المقصرين من الرقابة وحماية المستهلك قبل دور الحملات الاعلامية التوعوية، والتي دفعت بالمواطن للانخرط في هذه المنظومة الفاسدة التي تودي بحياته.