قال الشيخ رمضان عبد المعز الداعية الإسلامية، إن الله تعالى ذَكر في عدة مواطن من القرآن الكريم صفات عباده المؤمنين، كما في أول سورة المؤمنون، وآخر سورة الفرقان.
وأضاف «عبد المعز» خلال تقديمه برنامج «لعلهم يفقهون»، أن من تلك الصفات التي اتصف بها عباد الله سبحانه وتعالى، أولًا: التواضع وحسن السمت والسكينة والوقار، قال تعالى: «وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا»، (الفرقان: 63)، وثانيًا: الإعراض عن الجاهلين وعدم مقابلة السيئة بمثلها، قال تعالى: «وَإِذَاخَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا» (الفرقان: 63).
وتابع: ثالثا: أنهم يكثرون من صلاة الليل مخلصين فيها لربهم متذللين له، قال تعالى: «وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا» (الفرقان 64)، رابعًا: أنهم يخافون عذاب جهنم ويسألون الله أن يصرفه عنهم، قال تعالى: «وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَامًا (65) إِنَّهَا سَاءَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقَامًا» (سورة الفرقان)، خامسًا: أنهم أهل عدل في باب الإنفاق، فلا يبخلون عن النفقات الواجبة والمستحبة، ولايزيدون على الحد فيدخلون في قسم التبذير، قال تعالى: «وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا» (الفرقان:67).
واستطرد: سادسًا: أنهم لا يشركون بالله شيئا في عبادته، يعبدون الله وحده مخلصين له الدين حنفاء مقبلين عليه معرضين عما سواه، قال تعالى: «وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ» (الفرقان: 68)، سابعًا: أنهم لا يسفكون الدم الحرام بغير موجب شرعي، قال تعالى: «وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ» (الفرقان: 68)، ثامنًا: أنهم يحفظون فروجهم مما حرم الله فلا يرتكبون فاحشة الزنا لطهارتهم وعفتهم، قال تعالى: «وَلَا يَزْنُونَ ۚ وَمَن يَفْعَلْ ذَٰلِكَ يَلْقَ أَثَامًا» (الفرقان 68).
واستكمل: تاسعًا: أنهم أبعد الناس عن الباطل في الأقوال والأعمال ويعرضون أيضا عن اللغو وهو الكلام الذي لا خير فيه ولا فائدة فيه دينية ولا دنيوية ككلام السفهاء ونحوهم، قال تعالى: «وَالَّذِينَ لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامًا» (الفرقان: 72)، عاشرًا: أنهم إذا ذكروا بآيات الله تعالى قابلوها بالقبول والافتقار إليها والانقياد والتسليم لها، وتجد عندهم آذانا سامعة وقلوبا واعية فيزداد بها إيمانهم ويتم بها يقينهم، قال تعالى: «وَالَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ لَمْ يَخِرُّوا عَلَيْهَا صُمًّا وَعُمْيَانًا» (الفرقان: 73).
وأردف: والحادي عشر: أنهم لا يقتصرون على صلاح أنفسهم بل يسألون الله الصلاح لقرنائهم من الأصحاب والزوجات وصلاح الذرية، كما يسألون الله أن يكونوا أئمة يقتدى بهم في الخير وهذا لعلو هممهم، قال تعالى: «وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا» (الفرقان: 74).