الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

سؤال بسيط هل أزمة مصر في السكر والزيت؟


أصبح هم المواطن البسيط هو سعر زجاجة الزيت وكيس السكر وسعر كيلو الخضار، وكلها هموم مشروعة من أجل توفير لقمة العيش له ولأبنائه، فالمواطنون لا شاغل لهم غير السلع التموينية، وتوفير حصص التموين والدعم لهم، والبحث عن منافذ البيع التى توفرها وزارة التموين والقوات المسلحة وخاصة فى المواسم والأعياد.

كما تطالعنا الصحف وقنوات التليفزيون كالعادة قبل قدوم المواسم والأعياد عن الصراع الذى يحدث داخل المنزل المصرى من أجل تمسك ربة المنزل بإتمام الشعائر الاجتماعية، فتارة زوج يقتل زوجته من أجل الإلحاح على شراء ملابس العيد وتارة أخرى زوج يلقي بزوجته من النافذة لإلحاحها على عمل كحك العيد، وتارة أخرى زوج يشعل مسكن الزوجية بسبب "ياميش" رمضان، وغيرها من الحوادث التى تسبق المواسم والأعياد المصرية.

وهنا أجد أن أدبيات السينما المصرية منذ الثلاثينات، والمتتبع معى للأفلام القديمة وشكل وأسلوب الحياة الاجتماعية فى تلك الحقبة من تاريخ مصر، سوف يجد أن مشاكل المواطن المصرى هي هي، مازالت قائمة حتى الآن، وهى ارتفاع الأسعار وموجة الغلاء، ودائما التركيز على اللحوم مصدر الثراء لدى الشعب المصرى، وكأن اللحوم هى المصدر الوحيد للبروتينات، ناهيك عن الشكوى من فقر الحال وصعوبة المعيشة، والنظر إلى الطبقة العليا بنظرة الاستحواذ على مباهج الحياة ورغد العيش.

ونجد أن تاريخ المجتمع المصري ينحصر في أغلبه على الحصول على لقمة العيش، والتطلع البسيط الذى يكاد يصل إلى السطحية فى النظر إلى أسلوب المعيشة ونمط الحياة الكريمة، التي يجب أن تشمل كل مظاهر حياة المواطن المصري، وليس الحصول على الطعام فقط.

وكأن تفكير المواطن ونظرته للحياة قد تم اختزالها فى البحث عن لقمة العيش وزجاجة الزيت وكيس السكر والتحلية باللحم، والأغرب من ذلك أن توفير تلك السلع التموينية للمواطن سوف يجعله راضيا بما قسم له، هادئ البال مرتاح السريرة.

ولكن من منظور علم النفس نجد أن النظرة السطحية للأمور الحياتية، سوف تجعل نظرة الإنسان سطحية عديمة المعنى بلا جدوى، يفقد فيها الشغف للأمور الحياتية، ويتبلور فكره حول المسائل السطحية لمجريات الأمور، ويحكمه فى ذلك الموروثات والمعتقدات السلبية، ويصبح الإنسان مشغولا ومتعلقا بتوافه الأمور، ويشعر بفراغ ذهنى وغياب تام للمعنى فى الحياة.

ويحاول جاهدا ملء هذا الفراغ من خلال الانشغال بالأمور السطحية وتوافه الموضوعات والجرى وراء الشائعات والفضائح والانشغال بالقيل والقال والانبهار بالأشياء الخرافية، وهذا ما يعكسه إعلامنا الحاضر على عقلية المشاهد من خلال الموضوعات السطحية التى يستعرضها كل ليلة على القطاع العريض من الشعب المصرى من فضائح المشاهير والأحاديث المغلوطة لبعض رجال الدين والفكر وغياب الموضوعات البناءة والمعلومات العلمية.

ونجد بعد ذلك أن التفكير الجمعي لقطاع عريض من الشعب المصرى أصبح تفكيره سطحيا، فنجد تهويل للموضوعات التافهة، وتهوين فى الموضوعات الهامة مثل الزيادة السكانية وقضايا التعليم والمدرس فى الفصل والرعاية الصحية المناسبة، وسلوك المواطن فى الشارع ومحاربة الفساد والمفسدين وقضايا الإنتاج، وقيمة العمل والزراعة والاهتمام بالصناعة المصرية، وغلق الاستيراد لبعض الوقت ومحو أمية المواطنين والقضاء على المحسوبية والرشوة فى المصالح الحكومية، وتوفير الصناعات الصغيرة للأسر وللشباب وغيرها من الأمور التى تعلى من شئون الأوطان وترسخ لقواعدها.

حان الوقت لنغير جميعنا طريقة تفكيرنا تجاه أمور حياتنا، ونفكر كيف نحيا الحياة بأسلوب جديد، ونتعلم من الشعوب الأخرى وننفتح على ثقافات العالم من حولنا، نهتم بتغيير الموروثات الثقافية السلبية، ونجدد ونحيي الموروثات الإيجابية، نغير من أنفسنا بالتعليم والتعلم والتطوير والبحث وراء المعرفة والنظرة الموضوعية للأمور نتخلى عن الخنوع والسكون والكسل ننظر بإيجابية لمستقبل واعد.

دعوة للتخلي عن الأفكار السلبية والتشاؤم وهدم الذات وقلة الحيلة، نقيم الأمور من حولنا ونتعلم كيف ننقد وكيف نخطط لنتغير، ودائما نقول علينا أن نغير من أنفسنا ثم من أبنائنا ثم من مجتمعنا، وسوف نجد المولى سبحانه وتعالى معنا جميعا وللحديث بقية.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط