قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

مرارة الماضي


رغم التبعية القديمة للاتحاد السوفيتى فقد وجدت كازاخستان أن مصالحها القومية تقتضى إقامة علاقات تعاون وصداقة مع روسيا، حتى تتمكن من ناحية من مواجهة محاولات القوة العظمى الأمريكية السيطرة على مواردها الغنية، خاصة اليورانيوم والبترول والغاز، ومن ناحية أخرى من التصدى للعملاق الصينى الذى يبدو فى وضع استعداد للانقضاض على جاره الكازاخى الصغير.
فبين كازاخستان وروسيا حدود مشتركة استطاعت حكومة ما بعد الاستقلال تحويلها من نقمة إلى نعمة، باتباعها سياسة تنطلق من فكر عدم الانحياز الذى تمكنت كازاخستان عن طريقه من الحفاظ على استقلاليتها فى مواجهة ثلاث قوى عظمى، هى الولايات المتحدة وروسيا والصين، التى يسعى كل منها للسيطرة على الموقع الاستراتيجى لكازاخستان، فهى أكبر دول آسيا الوسطى، من حيث المساحة، رغم أن تعدادها لا يتجاوز 16 مليون نسمة، 70٪ منهم على الأقل من المسلمين، وهى تاسع أكبر دولة فى العالم قاطبة، حيث تزيد مساحتها على مساحة دول أوروبا الغربية مجتمعة، وقد استغل الاتحاد السوفيتى وروسيا القيصرية من قبله تلك المساحات الشاسعة استغلالاً سيئاً، فكانت كازاخستان أرض منفى مثل سيبيريا يرسل إليها المجرمون والخارجون على القانون وبعض المعارضين السياسيين، الذين كان أبرزهم الروائى الروسى العملاق فيودور دستويفسكى صاحب «الجريمة والعقاب» و«الإخوة الأعداء» وغيرهما من الأدب الروائى العالمى.
أما بعد قيام الاتحاد السوفيتى، فقد تحولت كازاخستان إلى الجمهورية الكازاخية الاشتراكية السوفيتية، ورغم أن الكازاخيين يذكرون للكرملين أنه قرر تحويل مراعى البلاد الشاسعة إلى حقول لزراعة القمح الذى كان الاتحاد السوفيتى يصدر الكثير منه إلى الخارج، بما فى ذلك مصر، فى فترة من الفترات، وقبل الاعتماد كلياً على القمح الأمريكى، فإنهم يذكرون أيضاً أن الاتحاد السوفيتى قرر تحويل أراضٍ أخرى إلى ساحة لإجراء تجاربه النووية، خاصة فى منطقة ميبلادنسك فى شرقى البلاد، وهو ما أجج الصراع ضد الاتحاد السوفيتى، وأدى فى النهاية لاستقلال كازاخستان عن الاتحاد السوفيتى فى ديسمبر 1991، فكانت بذلك آخر الجمهوريات السوفيتية التى تحصل على استقلالها.
وقد استطاعت كازاخستان، خلال عقد واحد من الاستقلال، تحقيق تقدم كبير على مختلف الأصعدة السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وقد ساهمت تضاريس البلاد الواسعة والمنبسطة وتاريخ الشعب فى رعى الأغنام وحرية التنقل - فى أن يصبح المواطن الكازاخى اليوم أقل مواطنى الجمهوريات السوفيتية السابقة مرارة من تجارب الماضى، التى استفاد منها لصالح الحاضر.
نقلا عن المصرى اليوم