مصطفى حسني: طغيان فرعون وجرأته على الله لم تسلبه حقه الإنساني

قال مصطفى حسني، الداعية الإسلامي، إن الله سبحانه وتعالى لم يسلب فرعون حقه كإنسان رغم تجرؤه عليه وطغيانه، حيث أمر نبيه موسى -عليه السلام- بالقول اللين معه.

وأوضح «حسني» خلال تقديمه لبرنامج «رسالة من الله»، أن لين الكلام هو أول ما علمنا الله سبحانه وتعالى، فحتى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال إن المؤمن هين لين سهل، منوهًا بأنه عندما يكون الكلام لين فإنه ينزل بمستواه مهما ارتفع الحوار، فاللين في العتاب يجعله ينزل من الإهانة للتوجيه، ومن العنف للحزم.

وأضاف أن فرعون هو المثال الأكبر للطغيان والجرأة على الله سبحانه وتعالى، وهو المثال الأكبر في الانتقام الرباني من العبد الذي يطغى ويتجرأ على الله عز وجل، ويعذب المؤمنين، ورغم ذلك عندما أرسل الله تعالى سيدنا موسى وهارون إلى فرعون، أمرهما أن يقولا له قولًا لينا، مستشهدًا بما قال تعالى: «اذْهَبَا إِلَىٰ فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَىٰ (43) فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَّيِّنًا لَّعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَىٰ (44)» من سورة طه.

وتابع: وكأن الله سبحانه وتعالى يقر بحق فرعون كإنسان، فليس معنى أنه افترى على الله تعالى وادعى الألوهية معلنًا بأنه رب الناس الأعلى وتجبر وطغى، فهذا كله لا يسلبه حقه كإنسان، والتحدث معه بأفضل طريقة بها لين، مشيرًا إلى أن الله تعالى وصف اللين في القرآن في سورة النازعات في قوله تعالى: «اذْهَبْ إِلَىٰ فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَىٰ (17) فَقُلْ هَل لَّكَ إِلَىٰ أَن تَزَكَّىٰ (18) وَأَهْدِيَكَ إِلَىٰ رَبِّكَ فَتَخْشَىٰ (19)»، وكأنه يقترح عليه، وليس يأمره.