الاقتصاد الأخضر وصحة الإنسان العربي

الاقتصاد الاخضر مصطلح لا يعرفه الكثيرون خاصة غير الاقتصاديين ولكن يعرفه الاقتصاديون والمهتمون بالحفاظ علي البيئة من التلوث وهو بمعناه البسيط الاقتصاد الذي يسعي لزيادة معدلات التنمية وخلق فرص عمل في القطاعين العام والخاص وذلك في الاستثمار بكفاءة واستخدام الموارد الطبيعية واعطاء الاولويات للمشروعات قليلة انبعاثات غاز الكربون وقليلة التلوث وقليلة النفايات التي تضر بصحة الانسان والبيئة.

وفي خطوة جادة للحفاظ علي حياة الانسان من الامراض الناتجة عن ملوثات المصانع وما ينتج عنها من انباعاثات ضارة وحماية البيئة كان ذلك محور جلسات مؤتمر الاتجاهات الاكاديمية في التعليم العالي لبناء اقتصاد اخضر الذي عقد في مدينة جدة بالسعودية اليومين الماضيين والذي نظمته جامعة الاعمال والتكنولوجيا برئاسة الدكتور عبدالله دحلان رئيس مجلس امناء الجامعة وتشرفت بحضوره بمشاركة كوكبة من المسئولين والمختصين وعلي رأسهم المهندس ابراهيم محلب رئيس الوزراء ومساعد رئيس الجمهورية السابق والدكتور حازم رمضان قنصل مصر العام في جده والقنصل الامريكي ومصطفي مهراجي القنصل الفرنسي بجدة والدكتور سعد الفهيد وكيل وزارة التعليم العالي والدكتور عبد الرحمن اليوبي مدير جامعة الملك عبد العزيز وعدد من رؤساء الجامعات وخبراء التعليم العالي والاقتصاد في الوطن العربي حيث اظهرت المناقشات الخطورة التي تتعرض لها صحة المواطن العربي من التلوثات الناتجة من المصانع وغيرها وان 10% من سكان المنطقة العربية يفتقرون الي المياه النظيفة وخدمات صرف صحي مأمونة. 

ونبه المختصون الي اهمية الحفاظ علي صحة الانسان العربي والبيئة من خلال تطبيق مبدأ المسئوليات المشتركة بين الاجهزة المعنية في كل دولة للاتجاه نحو الاقتصاد الاخضر والعمل علي زيادة ارصدة الموارد الطبيعية وتخفيف التلوث والانبعاثات والاحتباس الحراري وضرورة توفير المساعدات التقنية والتكنولوجية بالبلدان العربية والخليجية لتنفيذ سياسات مشاريع الاقتصاد الاخضر وضرورة مراجعة السياسات الحكومية واعادة تصميمها لتحفيز التحول في انماط الانتاج والاستهلاك والشراء والاستثمار وايجاد نظام مالي يعطي حوافز ضريبية ويكون هدفه تخفيض اسعار المنتجات البيئية مما يؤدي الي تنامي الطلب في الاسواق علي السلع والخدمات الخضراء فهل يكون هذا المؤتمر جرس انذار للحكومات العربية للحفاظ علي صحة المواطن العربي.