الشبكة.. من كردان لـ دبلة ومحبس.. تقليد فرعوني بدأت بخاتم وفرقت الأحبة | نوستالجيا
كردان ذهبي لامع يزين الرقبة والصدر مع "صف غوايش" يصيب العين بالزغللة وتدوي رنتها في أذن المارة، وتشكيلة مختلفة من الخواتم في كل إصبع مع الدبلة، هكذا كانت شبكة العروس قبل الوضع الاقتصادي والمعيشي للشباب حاليًا، فكانت الشبكة قادرة على حل كثير من المشكلات المادية التي قد تواجه الزوجان في بداية حياتهما، أما الآن فأصبحت قاصرة على دبلة الخطوبة فقط.
بدأت حكاية الشبكة منذ العصر الفرعوني، حيث كان من العادات والتقاليد تقديم الحلي للعروس، ووقتها كان يتم تقديم خاتم واحد فقط للزواج وليس عدة قطع ذهبية مختلفة، فكان الأمر مقتصرًا على خاتم مرسوم عليه بعض الرسومات الفرعونية القديمة فقط.
كان تقديم القطع الأخرى من الذهب والحلي بمثابة أمر غير مشروط في الزواج، فكان بمثابة هدية من العريس لعروسته، ولم يقتصر الأمر على الذهب فقط، فكان البعض يقدم الملابس أو أشياء أخرى بدلًا عن الشبكة، وكان يعد الذهب جزءًا من مهر العروس، وهو الأمر الذي يفعله الأباء حاليًا بطلب كتابة قيمة الشبكة في قائمة الزواج.
مرت السنوات وتغيرت الأوضاع وأصبحت الشبكة الذهب من أهم عوامل نجاح الزواج ومن أسباب الموافقة على العريس، فأصبح شرطًا يطلبه والد العروس بأن يحضر العريس لابنته "شبكة محترمة" تليق بقيمة ابنته، فتذهب العروس برفقة والدتها وأهل العريس لاختيار الشبكة الملائمة، لتصبح عنوانًا للتفاخر بين الأهل والأصدقاء والجيران، وتعد لها حفلة خاصة لتقديم الشبكة وارتدائها.
" شبكة عليها القيمة" .. توضع في علبة قطيفة ملونة وتتجول بها والدة العروس تطرق أبواب الجيران لتتباهى بشبكة ابنتها، وكلما جاء إليها ضيفًا تخرج الشبكة من " الأدراج" لتتفاخر بها، وهو المشهد الذي شاهدناه في كثير من أفلام الزمن الجميل، وعاصرناه في القرن الماضي، حينما كان العريس قادرًا على شراء الشبكة التي يطلبها والد العروس.
هدية العريس لعروسته.. بهذه الجملة تبدأ اتفاقات الزواج، فبعض الآباء لم يشترطوا تقديم شبكة بمبلغ معين، لكن يضعون الشباب في خانة اليك، حين يقول له والد العروس : دي هديتك للعروسة"، وأباء آخرون يتغاضون عن الشبكة الفاخرة مقابل " إحنا بنشتري راجل".
مع تردي أحوال الشباب في السنوات الأخيرة، أصبحت الشبكة عبء ثقيل وسبب رئيسي في "فركشة" العديد من الزيجات بسبب عدم قدرة الشاب على تقديم الشبكة التي يطلبها أهل العروس، البعض يتفهم الوضع المادي للشباب، والبعض الآخر يعمل بمبدأ " بنتي مش أقل من حد" ويصمم على شراء شبكة مقابل إتمام الزواج.
دبلة ومحبس.. أصبحت الشبكة الأشهر في أيدي فتيات هذا العصر، فبعد سوء أحوال الشباب المادية لم يعد بقدرتهم شراء شبكة تبلغ قيمتها ألاف الجنيهات كما يحدث في كثير من محافظات الصعيد، لكن البعض يكتفي الآن بدبلة الخطوبة والمحبس في حفل عائلي بسيط لإعلان الخطبة ومراعاة لحال الشباب.