الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

قنبلة تصنيف الحرس الثوري الإيراني منظمة إرهابية


لا يمكن لأحد أن يقلل أبدًا من قيمة وتداعيات القرار الذي اتخذته إدارة الرئيس الأمريكي ترامب بتصنيف الحرس الثوري الإيراني منظمة إرهابية شأنها شأن تنظيمي القاعدة وداعش وقياداتها بنفس الرتبة الأمنية للظواهري وأبو بكر البغدادي.

كما لا يمكن الاستهانة أبدًا بتداعيات ذلك القرار لا من قريب ولا من بعيد.

فبخصوص القرار فهو غير مسبوق من جانب أي إدارة أمريكية ولم يجرؤ أحد على اتخاذه قبل ترامب لأن الحرس الثوري الإيراني هو في الأصل قبل مهامه الإرهابية القذرة - قوة عسكرية نظامية تابعة لدولة- أي أنها المرة الأولى التي يصنف فيها جيش عسكري بأنه جيش إرهابي وهى كلمة وتوصيف سياسي ودولي يعني الكثير.

كما أن وصم الحرس الثوري الإيراني بهذا الوصف يعني أن كل أفراد هذا الجيش- الميليشيات – إرهابيون ومهامهم وانتقالاتهم وتحركاتهم في أي مكان من العالم ستكون مرصودة.

وأي دولة تخرق هذه العقوبات الأمريكية بشأن الحرس الثوري الإيراني ستعرض نفسها لعقوبات مالية واقتصادية أمريكية.

وبما أن النظام المالي في الدنيا كلها مرتبط بالدولار الأمريكي والبنوك الأمريكية كما أن الاقتصاد الأمريكي لوحده يمثل ما يزيد على 23% من حجم اقتصاد العالم. وواشنطن هى أكثر دول العالم استيردًا وتصديرًا فمن الصعب عصيان واشنطن أو التصدي لها –بعيدا عن أي غوغائية- لأنها باختصار القوة الأعظم الوحيدة الآن.

وهكذا فإن تصنيف الحرس الثوري الإيراني منظمة إرهابية سيدفع أغلبية دول العالم إلى عدم التعامل مع هذا الجيش الإيراني!

في نفس الوقت فإن هذا القرار، سيؤثر على أماكن تواجد أفراد وجنرالات الحرس الثوري الإيراني في مختلف العواصم العربية والدولية.

والحاصل أنها قنبلة عالمية فجرتها أمريكا.

صحيح أن الردود على قرار واشنطن حتى اللحظة لا تزال في إطارها السياسي والدبلوماسي الرافض للقرار. لكن بمجرد التنفيذ أو الاصطدام به على الأرض ستكون له تداعيات كثيرة وعديدة.

ومن هذه التداعيات وربما ظهرت في بعض الردود، هو استهداف العناصر والميليشيات الإيرانية للقوات الأمريكية في المنطقة سواء في الخليج العربي أو في العديد من القواعد العسكرية المنتشرة في المنطقة أو داخل العراق وسوريا أو في غيرهما والقوات الامريكية في مرمى بصر عناصر إيران وعصاباتها.

قد يقول البعض إن طهران ربما لا تلجأ لهذا الجنون وتحولها معركة مباشرة مع واشنطن. لكن الحقيقة أن الاقتراب من الحرس الثوري أو الصنم المقدس لدى النظام الإيراني الحاكم قد يدفعها لهذا وأكثر.

فالحرس الثوري الذي يضم فيلق القدس الذي يقوده الجنرال قاسم سليماني والذي ينضوي تحت لوائه وفق الأرقام الرسمية نحو 125 ألف جندي وله قوات بحرية وقوات جوية وجهاز استخبارات مثله تمامًا مثل الجيش الإيراني الرسمي يمثل القوة الإيرانية الحقيقية والموارد والامكانيات تذهب له دون غيره. والاحتفاء به عسكريًا وسياسيا وماديًا ومعنويا في طهران يفوق الاحتفال بالجيش الإيراني الرسمي لذلك فإن اي اقتراب منه وكما حدث بهذا القرار لن يمر بسهولة ولن يقبله المرشد الإيراني خامنئي أو يبتلعه كما يتصور البعض.

أما عن السبب وراء إقدام إدارة ترامب على اتخاذ هذا القرار..

ورأيي أن هناك أسباب عديدة. في مقدمتها التصدي لعمل عصابات الحرس الثوري الإيراني والتي قامت بأعمال إرهابية ودموية مفزعة على مدى الـ20 عامًا الماضية. ودعمت ميليشيات وعصابات وكانت القوة الأمامية لاحتلال العواصم العربية مثل صنعاء ودمشق وبغداد وبيروت.

فكل قوى الميليشيات في هذه العواصم تتبع الحرس الثوري الإيراني وتأتمر بأمره وعندهم جنرالات ومستشارون يتبعونه ويقومون بتوجيههم.

ثانيا تقليص موارد الحرس وتحديد حركته والتصدي لمصادر تسليحه بحيث تدفع كل هذه الاجراءات طهران إلى التخلي عن عقيدتها في تصدير ثورة إيران للخارج وفي التمدد السياسي والعسكري والمذهبي خارج حدود طهران.

وكذلك استعجال معركة مرتقبة وقادمة بين واشنطن وطهران. فالنظام في إيران يهدد المصالح الأمريكية العليا. وترامب يريد أن تكون له جائزة القضاء على النظام الإيراني الشرير. ويحافظ على حيوية وتدفق صفقاته السياسية الهائلة في الخليج.

المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط