الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

د.جوزيف رامز أمين يكتب: الوحدة الوطنية والعمليات الإرهابية

صدى البلد




أدمى الحادث الأليم لأبطالنا البواسل فى كمين جنوب العريش وغيره من المواقع الشرطية قلوب جميع المصريين فى أول أيام عيد الفطر المبارك والذى يجب أن تسوده المحبة والتعاطف والاخاء بين أبناء الوطن الواحد..وليس القتل والخراب والتدمير,وجعل مصر تتوشح بالسواد على شاشاتها,وهى من المفروض أن تطغى عليها البهجة والفرح والسعادة.
ولعل غليل المصريين قد شفى الى حد كبير عندما ثأرت قوات الشرطة وقبل أن يشرف أول أيام العيد على الانتهاء حيث نجحت فى تصفية الجناة الجبناء وأردتهم أرضا"قتلى" ليواجهوا مصيرهم المحتوم جراء ما اقترفوه فى حق الأبرياء من أبناء الوطن فى كل من:الجيش والشرطة...ولعل هذا الحادث الارهابى والذى اعتدنا أن يفاجئنا فى مناسباتنا الدينية ,وقد يصيبنا بالهم والوجع الى حين لكنه لاينسينا بالطبع روح الود والتآلف والوحدة الوطنية الحقيقية بين جموع المسلمين والمسيحيين من أبناء مصر...
ولعل مشاهد المسيحيين وهم يقفون لحظات افطار رمضان فى الاشارات المرورية وعلى مفارق الطرق السريعة بين محافظات مصر ليقدموا لاخوانهم المسلمين بعض التمر أو الماء والعصير ليكسروا صيامهم حتى عودتهم لمنازلهم..تلك المشاهد يجب ألا تغيب عن الأذهان ..وتكون حاضرة فى ذاكرة الوطن ,وكذا موائد الافطار الرمضانية والتى اعتدنا أن نقيمها فى الداخل والخارج لتجمع المصريين والعرب والأفارقة وكل الجنسيات على السواء "مسيحيين ومسلمين" وفى تلاحم انسانى جميل ومتفرد...يجب اثراءه والترويج له على كافة المستويات.

ولعل المشهد الجميل الذى أسعدنى حقيقة ...وأصبح من الصعب نسيانه هو وقوف بعض القساوسة الأقباط ومعهم لفيف من أبناء الكنائس"شبان وشابات"ليقدموا كعك العيد لاخوانهم المسلمين,وهم خارجين من أداء صلاة العيد بالمساجد..ليصبغوا الوحدة الوطنية فى مصر بصبغة لا يمكن نسيانها...تماما كما يتبادل المسلمون والمسيحيون المتجاورون فى السكن أو المتزاملون فى العمل نفس الطقوس والمراسم الجميلة والمتحضرة.

حقا انه وطن خالد ورائع..وليس بالمستغرب أن يحدث هذا بين أبناءه وقد عاشوا بين جنباته أكثر من أربعة عشر قرنا ...كما اعتادوا أن يتنافسوا على الوطنية والانتماء ...وهو ماتفعله القيادات الدينية سواء فى: الأزهر أو الأوقاف والكنيسة من تزاور وتلاحم ومواقف وطنية متشابهة اثر أى حادث طائفى أو أى محاولة لتقسيم الوطن والنيل من أبناءه.
ولعل بابا الكنيسة القبطية ومنذ قدومه على الكرسى البابوى قبل قرابة سبع سنوات لم يتوانى "قيد أنملة" عن دعم مسيرة الوحدة الوطنية والدعوة اليها والسعى الى تنفيذها "قولا وفعلا",وهو ما ظهر بشكل جلى فى زيارة البابا الأخيرة لأوروبا"حيث زار سويسرا وألمانيا ولندن"قبل عودته للقاهرة ,وحيث يعتبر البابا زياراته الداخلية و الخارجية على السواء أحد تدابير العمل الكنسى,ويتم فى هذه الزيارات تدشين أو افتتاح كنائس أو مشروعات كنسية مع لقاء الشعب والكهنة والمسئولين "داخل وخارج مصر"وهو ما يقوى من علاقات المحبة والود والوحدة الوطنية بين الجميع.

ولعل تصريحات البابا تواضروس الثانى بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية،خلال تلك الزيارة الأخيرة كانت محل اشادة من الجميع, وحيث أكد فيها خلال زيارته لأوروبا بالنص: "الوطن يشغلنا وسلامته تهمنا، والسياسة تكون من خلال أحزاب ومسئولين حكوميين من خلال حكومة وبرلمان وأن الإعلام دائمًا لا ينقل الصورة بدقة وأن الأمور فى مصر تتحسن على كافة المستويات، وأرى أن القادة السياسيين والمسئولين فى مصر يعملون بكدٍّ حتى تكون مصر فى مكانة رفيعة وهذا ما ألمسه فى مشاركات ومواضع كثيرة، ومن يعيش خارج مصر لا يعرف كل ما يحدث، ودائمًا ما تنقل الأخبار السلبية، لكن بصفة عامة الوضع فى مصر جيد، وهذا ليس بشهادتنا كمصريين، لكن بشهادة العالم عندما تقارن الوضع فى عام 2011 و2019 هناك فرق كبير".

ولعل هذه التصريحات الوطنية والحاسمة من البابا تواضروس قد لقيت ارتياحًا كبيرًا وواسع النطاق من الرأى العام المصرى بجميع اتجاهاته وانتماءاته السياسية والحزبية والشعبية ,وحتى من نواب الرلمان المصرى ,وهى تعبر بحق عن دوره الوطنى والكبير فى الدفاع عن مصر وقائدها وشعبها أمام العالم كله، خاصة وأن التاريخ قد سجل بحروف من النور المواقف الوطنية والتاريخية لقداسة البابا تواضروس الثانى تجاه مصر وشعبها وحرصه الدائم والواضح على وحدة وتماسك الشعب المصرى كله.

وفى تصريحات مشابهة ,قال قداسة البابا تواضروس الثانى، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، فى حديثه لقناة "مى سات" القبطية إن الكنيسة ليست حزبا سياسيا، وما تصنعه يندرج تحت مسمى المواطنة، لافتا إلى أن الكنيسة أقدم كيان شعبى على أرض مصر..وقال قداسة البابا تواضروس الثانى، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، إن الأوضاع فيما يخص ملف الكنائس فى تحسن مستمر، خاصة مع تقنين 900 كنيسة خلال سنتين، بما يُعنى تقنين مكان كل يوم واستمرار جهود الدولة فى هذا المسار..وأوضح "ما قلته إن الوضع يتحسّن يوما بعد يوم، والآن يوجد قانون لبناء الكنائس وقانون للتقنين".

وأشار البابا تواضروس، إلى أن الكنيسة لم تكن تشهد طوال العقود الماضية زيارة رئيس الجمهورية واحتفاله بالعيد مع الأقباط، لكن هذا الأمر يحدث الآن، فضلا عن افتتاح كاتدرائية جديدة مع مسجد فى وقت واحد، مما يؤكد أن المجتمع المصرى يتحسن يوما وراء آخر..

وخلال حديث البابا تواضروس لأقباط ألمانيا: قال: السيسى رجل صادق ومصر مشافتش زيه أبدًا.. كنائسنا فى المحافظات بخير...أيضا وفى حديث البابا تواضروس الثانى للاذاعة المصرية لأول مرة تكلم عن الرئيس السيسى وزياراته للكاتدرائية والدور الكبير للرئيس والجيش المصرى العظيم فى إعادة بناء كافة الكنائس ودور الخدمة الوطنية .ولعل هذا الظهور الأول لقداسة البابا على موجات الإذاعة المصرية يعد دافعا جديدا لها لمزيد من التقدم والتطور، فلهذه الإطلالة الرمضانية رمزية كبيرة تدل على التسامح الكبير الذى يجمع المصريين، وقد حرصت الإذاعة وفريق العمل على خروج هذا اللقاء بالشكل المهنى الذى يليق بقامة الرمز الدينى الكبير قداسة البابا وقامت موجات الشرق الأوسط، بإعداد خريطة خاصة تتيح لمستمعى الإذاعة المصرية الاستمتاع بهذا اللقاء المهم والحافل بالتصريحات الهامة لقداسة البابا...الخميس الماضى.

لقاءات البابا مع المسؤلين والسفراء المصريين :

خلال زيارت لسويسرا أكد البابا أن الكنيسة تصلى من أجل أن يحل السلام والمحبة في قلب كل أحد، مقدمًا الشكر لجميع الألمان لحسن استقبالهم لقداسته، ومنهم أندريه كوير، رئيس البرلمان في شمال شرق الراين، وعمدة مدينة دوسلدروف، وأعضاء السفارة المصرية، كما قدم لهم التهنئة بمناسبة شهر رمضان.

وأضاف، أن الهدف الأساسي للكنيسة هو الهدف الروحي، والهدف الآخر هو خدمة المجتمع، فالدور الروحي يسعى لأن يكون للإنسان نصيب في الملكوت، أما الدور الاجتماعي هو خدمة الإنسان بغض النظر عن جنسيته أو معتقده أو لونه، مشيرًا إلى أنه يوجد في مقر البطريركية بالقاهرة مكتب يهتم بإنشاء المدارس والمستشفيات التي تخدم كل المصريين، معربًا عن أمنياته أن يكون للمركز الثقافي الذي يتم تأسيسه في ألمانيا دور في خدمة الذين هم بلا مأوى.

ووجه البابا تواضروس الدعوة للألمان لزيارة مصر، والتعرف على تاريخها الطويل الممتد عبر العصور، ومشاهدة الأديرة والكنائس القديمة، إلى جانب المعالم الأثرية الممتدة في جميع المحافظات المصرية عبر العصور، داعيًا الشعب الألماني إلى قراءة التاريخ المصري الغنى بالحضارة الإنسانية، سواء الفرعونية أو القبطية أو الإسلامية...ولعل هذا هو التلاحم الحقيقى أو الوحدة الوطنية الحقيقية والدعوة لها فى الداخل والخارج على السواء.